السبت، 11 مارس 2023

لاتفاق السعودي الايراني.. جرح التاريخ ام مصالح السياسة؟

الاتفاق السعودي الايراني الذي اعلن عنه بالامس برعاية الصين، والذي يشير الى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح سفارات البلدين خلال شهرين من تاريخه وعودة التجارة والنشاط الاستثماري وتطبيع العلاقة بين البلدين الجارين على ضفاف الخليج، على الرغم من جميع الملاحظات والمؤشرات حوله من انه نصر واختراق صيني. في ظل تراجع للدور الامريكي في المنطقة او انه يبدو انتكاسة للتعاون السعودي الامريكي الاسرائيلي للوقوف امام تمدد ايران في المنطقة والحيلولة دون امتلاكها السلاح الذري ، امام كل هذة الافتراضات الا انني اجد نفسي متشائما ً تجاهه لعدة اسباب منها: ١/ان ايران تتمدد في المنطقة دينياً وقومياً وتعتمد المظلومية الشيعية اساساً في هذا التمدد بالاضافة الى النزعة القومية الفارسية وما يمثله نظام الولي الفقية من ثقل قومي وسياسي وديني. ٢/اي دور سياسي او اتفاق دبلوماسي مع اي طرف عربي في المنطقة لا يجب ان يمس هذة المسلمة بل لابد ان يتسق معها ٣/ايران توجد اليوم في العراق وفي لبنان وفي اليمن وفي فلسطين، هذة كلها معاقل القومية العربية سابقاً، سقطت العراق حينما سقط النظام القومي فيها وسقطت لبنان حينما سقط النظام الناصري بعد حزيران٦٧ وسقطت اليمن حينما تراجع المد القومي وفلسطين سقطت حينما تراجع الاهتمام القومي بها وبقضيتها ٤/ ايران اليوم تلعب سياسة على خلفية ايديولوجية دينية وقومية كثيفة هنا وهناك، لذلك على السعودية وهي من تمثل الاسلام السني الكبير في العالم ان تسعى لايجاد وعودة الجناح الاخر لهذا الاسلام وهو البعد القومي العربي، على المستوى القومي حارب شيعة العراق شيعة ايران دفاعاً عن ارضهم العربية ، على المستوى القومي وقفت لبنان مع كل قضايا العرب على المستوى القومي حارب العرب وقدموا ضحايا من اجل فلسطين. ٥/ايران تسعى الى تديين الصراع في النهاية، وستسعى لتديين اي اتفاق تريد ان تتنصل منه، خاصة انها قد نجحت بهذة السياسة على السيطرة على اكثر من عاصمة عربية،انها تتمسك بجرح التاريخ الاسلامي وتصر عليه في حين ان الاسلام السني دون امتداد قومي يبدو هشاً ، السعودية اليوم في وضع يمكنها معه بناء سد قومي امام اطماع الغير،فهي تعيد علاقاتها مع الجوار بشكل جيد ومع الاغيار كذلك مثل تركيا. وتبحث عن السلام مع الجار اليمني بشتى السبل.لابد من استلهام البعد القومي داخل الدول العربية التي ذكرت و التي تعاني من التاثير الايراني والسيطرة الايرانية ٦/ الخلاف السعودي الايراني هو قطع طولي عميق في التاريخ الاسلامي. لا اعتقد انه يمكن علاجه مهما كانت جدية هذا الاتفاق ، الا انه يمكن تجاوزه حينما يجري العمل على اعلاءه الى مستوى الايديولوجيا القومية السياسية من طرف العرب مجاراة لايران التي تعتز بقوميتها ايما اعتزاز بايجاد بنية قومية عربية تمتد من الخليج الى المحيط لا اقول وحدة وانما روح ، هذا ما نجده عند ايران وعند تركيا وغيرهما، الاشكالية. اننا اسقطنا الروح القومية حينما سقطت التجارب القومية او بالاحرى رغم عدم نضجها الا انها لم تسقط حقيقة وانما جرى اسقاطها ، ادراكاً من الاعداء لخطورتها على المدى البعيد ليست دعوة لاعادة تجارب مشوهة وانما دعوة لعدم اهمال البعد العربي تلافياً لحروب دينية تنتصر فيها رائحة الموت وغبار الدمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق