الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

قلق الديمقراطيه


الديمقراطيه اذا لم تكن  قلقه تتحول تدريجيا الى ضدها وربما  الى ديكتاتوريه فجه. فى العالم باجمعه يستمر الاختبار الديمقراطى  عدة سنين , يتغير معها مزاج الناخب وربما  يندم على تصويته لحزب اورئيس  ويتمنى  لو تقترب الايام بأنتخابات قادمه , والامر كله عدد من السنين لايتجاوز السبع او الثمان سنوات  على اكثر تقدير,الا فى الولايات المتحده الامريكيه , التى تعتبر الديمقراطيه فيها على درجه كبيره من الحساسيه وهاجس القلق الامر الذى يجعل من الديمقراطيه ذاتها فى مرحلة تحول دائم ومستمر , فلا ينتهى  مشوار الرئاسه بالفوز بمفاتيح البيت الابيض حتى    يتحرك  مبنى الكابيتول هول " الكونجرس الامريكى" بالنشاط وتقييم  الانجاز  وتتحول الاكثريه الى اقليه والرئيس  من اطلاق لليد الى بطه عرجاء وهو لايزال فى بيت الحكم وفى سدة الرئاسه , لم تشفع لكارتر معاهدة السلام فى كامب ديفيد ولم تشفع لبوش الاب حرب الخليج فى اوائل التسعينيات كم ان   اوباما اليوم بعد انجازه لمشروع التامين الصحى التاريخى  الذى كان سيدخله التاريخ  هاهو الان يترنح من قلق الديمقراطيه التى يعايشه هذا المجتمع المتحرك دائما , الذى يضع الانسان فى حدوده الطبيعيه  بحكم تاريخه وقلة ما يعانيه من اساطير فهو فى عالم جديد  واساطير اجداده فى عالم اخر  ينظر اليها كتاريخ يزوره حينا وحينا. فالديمقراطيه دون قلق لامعنى لها تبقى اجراءات فقط  هناك بلدان مارست الديمقراطيه  وانتخب ابناؤها  منا ضلينهم وقادتهم ايام الكفاح والنضال ولكن البلاد تحولت بعد ذلك  الى ديمقراطيه آسنه لاتتحرك  فكثر  فيها الفساد , موغابى مثلا الم يكن بطلا قوميا لدى شعبه   وانتخب ديمقراطيا ثم تمنى نفس الشعب زواله وشفرنادزه فى جورجيا  انتخب كذلك ديمقراطيا  ولكن شعبه طرده بعد ذلك  لجمود الديمقراطيه كسيستم او نظام  ذو مرحله واحده  وهى مرحلة الانتخابات فى حين ان مرحلة"المراجعه" واهميتها  هى ماتجعل من الديمقراطيه  مصدرا للحراك وللقلق الايجابى . يتحوط النظام البرلمانى الشائع فى بلاد كثيره من جمود الديمقراطيه بشكل اخر  وهو تغيير  رئيس الحزب الحاكم  مع شعوره  بقلق الناس وعدم رضاهم عن  اداء الحزب الحاكم ولكن النظام الديمقراطى الامريكى اكثر تطورا  لان المراجعه كل سنتين  مع بقاء الرئيس  فى مدته  ولكن ضمن قيود  مفروضه عليه , هكذا هو الحراك وهكذا هو التطور  , فهناك كثير من الدول فى تقدم  نحو الديمقراطيه  ولكن اذا لم يتبع هذا التقدم تطور فى العمليه الديمقراطيه ذاتها يصبح التقدم غير التطور فالتطور هو  ان يجدد النظام ذاته  من الداخل  فى حين ان التقدم  حركة فجه  نحو الامام . شعوب عالمنا الثالث كله  تطلب الديمقراطيه منذ عقود طويله فى حين ان الديمقراطيه ذاتها تغيرت فضعف الطالب والمطلوب  , لم تعد صناديق الانتخاب هى الديمقراطيه ولم تعد الاحزاب هى الديمقراطيه "انظر حركة الشاى"  الاخيره .الديمقراطيه انتقلت لدى تلك الشعوب من شى ملموس ومادى الى قلق  يتحرك مع الانسان ويتفاعل معه , ويستجيب لردود افعاله ويتكيف  معها . اى عزاء لدولنا العربيه التى لايزال الامر فيها هو القلق   من الديمقراطيه ولو كانت من  الاسمنت وليس عليها او من داخلها.نظرا لارتباطها  بخيارات  الناس وحريتهم التى كفلتها السماء وتنزلت بمحتواها الاديان.

هناك 4 تعليقات:

  1. بدون ثقافة ديمقراطية لا يوجد قلق وبدون ممارسات لا يوجد هاجس ديمقراطي لا يوجد الا نفسي نفسي لا يوجد الا قلق من نوع اخر

    ردحذف
  2. ما قصة حركة الشاي احنا تونا مع الاحزاب والا اقول احنا تونا مع الجمعيات والمجتمع المدني والا اقول احنا تونا في حركة الفنجان

    ردحذف
  3. حزب الشاى اوحركة الشاى اخذت اسمها من ممانعة الامريكيين لدفع ضرائب للانجليز المستعمرين على الشاى وهى تعارض الان تدخل الحكومه الفيدراليه فى التدخل فى الاقتصاد والهدف من الاشاره اليها هى حيويه الديمقراطيه وقلقها المستمر الامر الذى يدفعها للتطور وقبل سنين ظهر رجل اهمال اسمه بيرو كمنافس للحزبين الكبيرين وقبل عامين انتخب اوباما الاسود كل هذه دلائل على اهمية القلق فى تطور الديمقراطيه لان القلق نفسه يأتى من التضاد ليفرز بدائل جديده وينقل المجتمع بالتالى من مرحله لاخرى

    ردحذف
  4. حركه الشاي الحركه التي اشعلت المقاومه وروح الاستقلال في الامه الامريكيه تاريخ يبعث على الفخار والاعتزاز وهذه الحركه نبعت من وجود الامه القائم وهي امه وليده وحديثه وناشئه ومكونه من اخلاط عجيب والله عجيب

    ردحذف