السبت، 13 نوفمبر 2010

الذهنيه العربيه من الوصيه الى الوصايه



  النصيحه والوصيه مفردتان  تعج بهما الادبيات العربيه بشكل طاغ, وثقافتنا هى ثقافة النصيحه والوصيه بأمتياز. من منا لايذكر قصة الشيخ الذى  جمع ابناؤه  ليوصيهم قبل مماته, قرأناها  جيلا بعد اخر, من منا لايذكر  حديث النصيحه المشهور.  من منا لايعرف نصيحه لقمان الحكيم لابنه التى اتى عليها القران الكريم. هاتين هما مفردتى الاصلاح  وبوصلة الاعتدال بشرط اداخلهما العصر. لاابالغ بالقول بان فهمهما اساس تقدم الغرب وعدم فهمها  سبب تخلفنا , ادخلهما الغرب فى ثقافته كأنساق  بينما تعاملنا  نحن معهما  كمفردات  وسط نسق  قد يقبلهما وقد لايقبلهما  اى انهما  عمل خيرى  قد يراه البعض  ممكنا وقد لايراه الاخر  كذلك  ومع الزمن تضخمتا فى الذهنيه  فاصبح بالتالى لكل فصيل او فريق نصيحته ووصيته  التى يراها  روشته الاصلاح وامل  النجاه . ان عدم احتواء النسق السياسى للنصيحه والوصيه  هيكليا داخله  يحولهما الى  بؤر التهاب  مستمره  ومتطرفه فى التأويلات  للنصوص بما يخدم الحرفيه ولا يتخذ من الواقع والظروف معيارا لهذه التأويلات. الانظمه البرلمانيه على اشكالها المختلفه فى العالم  ما هى الا ترجمه واضحه وواقعيه  لمفردتى النصيحه والوصيه التى اتى بهما القران ولكن بعد ادماجهما وتفعيلهما  ليصبحا آليتين يقوم عليهما الاجماع والقرار.  عدم احتواؤهما كذلك حول النصيحه  الى تهمه  والوصيه الى وصايه. وصايه جزء على المجتمع او وصايه فكر على  الاخرين, ما  تعج  به مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه من صراعات داخليه ايا كان شكلها دينيه او سياسيه  هى ترجمه حقيقيه  لتغلغل فكر الوصيه   والنصيحه فى الذهنيه العربيه بشكل قح وبدون تفعيل ليتحول بعد ذلك  الى وصايه ورؤيه واحديه. الاشكاليه الكبرى فى ذلك  تتمثل انه بغير ذلك الاندماج النسقى يجعل من مفردات اخرى كالاصلاح والامر بالمعروف وغيرهما  تنطلق كذلك من ذهنيه الوصايه التى هى اصلا وصيه متضخمه , فبنسى صاحب الرؤيه الدينيه ان رؤيته اولا بحاجه الى اصلاح قبل مطالبته الغير بالاخذ بها وينسى الايديولوجى ان ايديولوجيته مطالبه بالحد من غلوائها  قبل المطالبه  باعتمادها وصحتها , هكذا تتكون  فرق الوصايه فى المجتمع على اشكالها واختلافاتها وهكذا يتم اللجوء الى النصوص  التى لم تترجم واقعا مجازيا بعد وليس حرفيا , فالوصيه والنصحيه هما مفردتان حرفيتان ولكن  ترجمتهما تحتمل التأويل والتحويل والتطوير بل لابد من ذلك وهو ما قام به الغير. انه ارشيفنا الذى  حملناه حملا  كا.... يحمل اسفارا.

هناك تعليق واحد:

  1. فالوصيه والنيصحه هما مفردتان حرفيتان ولكن ترجمتهما تحتمل التأويل والتحويل والتطوير بل لابد من ذلك

    تتلخص المشكلة في هذه العبارة لان جماعتنا لا يعترفون بالتاويل بل يجزمون بتفسير واحدي ويحتكرون الحقيقة وحدهم وكأن الحقيقة واحدة وثابتة وكأنها لا تتعلق بمجريات وتتحول وتعتم وتتضح وتتضع احيانا بسبب مصالح ضيقة وسلطات اقوى
    من يحدد الحقيقة يمتلكها ويستثمرها

    ردحذف