الأحد، 21 نوفمبر 2010

البقاء على قيد الكتابه فى مجتمعات "الفرجه"


 هل يعد الكاتب كاتبا عندما يكون خياره فقط البقاء على قيد الكتابه , وكما ان  مجرد البقاء على قيد الحياه لايعنى  الاستمتاع بالحياه, فان البقاء على قيد الكتابه  لقد لايعنى اكثر  من  مجرد الادمان على عاده وصلت الى مرحله  المهنه. مهنة الكتابه فى مجتمعاتنا خطيره  لانها فى النهايه قول  او بالاحرى" رأى " فهى بالتالى محفوفه بالمخاطر نظرا لان الكاتب قد يعلم  من اين يبدأ  ولكن ليس بالضروره  وربما دائما لايعلم  الى اين سينتهى. الكاتب فى حالة اختناقه  يبحث عن  وسيله  لانه قد لايتحمل ان الا يكتب   ومن هنا يبدأ  التلمس عن طريق  لذلك  لكى يبقى على قيد الكتابه  لا ان يعيش الكتابة حياه. هذه الحاله الغير صحيه تسىء الى الكاتب والى المجتمع   واللجوء الى الوسائل الاخرى كالمنتديات  قد تحول الكتابه الى ابتذال  كرد فعل نتيجة للمنع .  الكاتب احد رموز مجتمعات الفرجه  كنجوم السينما والتلفزيون  ولكنه اسهلهم اصطيادا  وسقوطا ككبش  فداء.      يتحول المجتمع الى مجتمع فرجه عندما  لاينتج المجتمع رموزه  فهو ليس اكثر من متفرج  تنشأ هذه الرموز  اما ذاتيا  وبالتالى تتحمل مسؤوليتها بشكل فردى او تنشأ اصطناعيا  بحمايه  يراد منها  تقديم دور او توصيل فكره من اجل  هدف  معين  او سياسه معينه يراد بثها داخل المجتمع, الكاتب فى مجتمعاتنا  من الرموز القائمه ذاتيا بمعنى ليس هناك طلب مجتمعى عليه من الاساس  وكل ما يملكه المجتمع نحوه اما تشجيعه فى حالات أوالتبروء والاستعاذة منه فى حالات اخرى , لذلك تشيع فكرة البقاء  على قيد الكتابه  كمهنه استرزاق وربما للبقاء فى ذاكرة المجتمع  وكثيرا ما تشيع عبارة " انا اشوف صورتك فى الجرائد" دون ذكر للمقال او للكتابه , مجتمع فرجه بأمتياز. مجتمع الفرجه, الاصلاح فيه حاله فرديه  كلٌ  يراه حسب حاجته  ومن منظوره  فالمتدين يراه فيما يعتقده  فى دينه مهما كان جزئيا  كمنع سياقه المرأه  او عدم الاختلاط وما الى ذلك  والمتحرر يراه فى الانفتاح   والسياحه والانتهازى يراه فى  فى التاثير او الوصول  لمن يملك القرار وهكذا , فى مجتمع كهذا كيف يمكن للكاتب ان يتناول قضايا عامه  بل من اين له بقراء وليس  بمتفرجين. يشيع الشعر لانه فن الفرجه وتنتعش السينما والتلفزيون لانهما فن الصوره ولكن الكتابه تختلف لانها فن الفكره  كم روايه هزت عروش الانظمه عبر التاريخ  وقلبت الموازين  وكم من مقال  احدث تحولا لدى المجتمعات  الفارزه لرموزها  فى   الغرب.  هناك يكتبون باسم المجتمع وهنا نكتب لكى يتفرج المجتمع فرق كبير بين عالمين عالم ينتج رموزه وعالم اخر يبحث عن رموز ليتفرج عليهم  فى ساعة صفا ولايسأل عنهم بعد تلك الساعه. لم تعد الكتابه شفاء لما فى الصدور  ولكن البقاء على قيدها قد يكون امرا  ليس  من دونه حولا  لمن تغلغلت فى اوصاله واختلطت     حتى اصبح يفرزها افرازا  لايسيلها كلمات وحروف

هناك 3 تعليقات:

  1. عالم كئيب، عالم المثقفين.

    ردحذف
  2. ما احد يكتب باسم المجتمع الا من رحم ربي اكثرهم غثاء وارزقيه لا عندهم هم ولا قضيه ولا مصداقيه لذلك مهنه الكتابه في خبر ..كان وان واخواتها

    ردحذف
  3. في مجتمع بلا قضية ماذا يكتب المرء ؟
    اجد قلمك متميزا .. اجدك تعرف ماذا تكتب ولكن كم غيرك ..مثلك ؟ يا ريت يكفوننا غثهم ويصمتون ! ولكن الذين يصمتون في نهاية المطاف هم امثالك يا سيدي !!

    ردحذف