الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

عن ثقافة السلطه وسلطة الثقافه

 البون شاسع بين المعنيين  والتاريخ  سرمدى وطويل  حول اخراج احدهما من الاخر,  كما ان ادواتهما مختلفه كليا فجميعهما  ثقافه  ولكن  الاولى  تختلف عن الثانيه  كونها صادره من اعلى بينما الاخرى نابعه من المجتمع لااعنى هنا  العادات والتقاليد كجزء هام من الثقافه ولكن اعنى ثقافه البناء والتطور  ومواكبه العصر القائمه على   مركزيه الانسان. الانسان العربى عموما  يتعامل   وغالبا دون وعى مع ثقافة السلطه على اعتبار ان الثقافه سلطه   وهنا يكمن الغضب دون ادراك للسبب  الحقيقى والمانع التاريخى   كونها ازمة وعى  وليست ازمة ماده  على كل حال يمكن بايجاز توضيح الفرق بين  الاثنين فيما يلى
اولا:   ان مركزية الانطلاق فى الاولى "ثقافة السلطه" من السلطه ذاتها  بعيدا عن اى مؤثرات اخرى ذات قيمه وحسب ماتراه  بينما فى الاخرى   تنشأ من المجتمع
ثانيا: ان  ثقافة السلطه  مٌنتج  يصدر  بينما  حين تكون الثقافه سلطه  تصبح مستَهلك بين جميع الاطراف
ثالثا: فى الاولى  قد تتعدد الثقافات للخاصه " السلطه"ثقافه وللمجموع ثقافه اخرى  بينما  فى حالة سلطة الثقافه  لايمكن تجزئتها لانها انتاج المجموع
رابعا: ثقافة السلطه تنتج عن سلطه متعاليه بينما سلطة الثقافه  افقيه المنشأ والانتشار
خامسا" ثقافة السلطه نتاج لتاريخ  غير ديمقراطى  شمولى بينما سلطة الثقافه تتمثل فى البرلمانات   والمجالس التشريعيه المنتخبه  
سادسا:جميع  مجتمعاتنا العربيه تشيع فيها ثقافة السلطه مع فارق وجود  وحيويه البرلمانات  على درجات تطورها  الديمقراطى
سابعا" اسلحة المقاومه فى مواجهة  ثقافة السلطه واهنه وضعيفه  رغم الغضب الذى تمارسه ورقيا  واعلاميا  فهو لايخرج  عن الافتراضات والينبغيات  والرجم  من بعيد, فى حين ان  الثقافه عندما تصبح سلطه  تمتلك التشريع وسن القوانين  وفرض السياسات.
ثامنا: التضحيه بالاشخاص من  وسائل  ثقافة السلطه  بل واحد  ادواتها للتغير  والاستداره وتغيير القناع بينما  فى الحالة الاخرى الكل يعبر عن رأيه  وبأقتناع وقناعه فهو ليس ضحيه لاحد او كبش فداء للغير.
تاسعا: تاريخ النوعين مختلف تماما  فالاول غالبا ما يكون تراكمى  دونما  تفكيك  واستفاده  والاخر  تتخلله تعرجات صنعت بدائل  واظهرت طبقات  وافرزت  تطورا نوعيا.
عاشرا: نقد ثقافة السلطه ليس نقدا للسلطه  فى مجتمعاتنا  وهنا تكمن ازمة المثقف  ويبدو هزيلا  وعلى جانب من النفاق وهو كما قلت سابقا  هناك تمييز  فى الوعى على الاقل  بين ثقافه السلطه والسلطه  فى ذاتها فيصبح   المنفذ او الاداه هو من يتحمل  اللوم  والانتقاد وجرائدنا العربيه على اختلافها مليئه بنقد المنفذين من مسؤولين ووزراء  دونما مساس  بجذور هذه الثقافه فينتشى المجتمع بحريه  شحمها ليس اكثر من ورم. 
احد عشر: اسقط الزمن كثير من المصطلحات  التى كانت تلحق بمنفذ  ثقافة السلطه كالعماله  والتبعيه  والزبونيه الخ  ولكنه لم يستطع  على الاقل عربيا  فى فك تركيبتها   بل زادتها العولمه قوة على قوتها  فهل سيأتى اليوم الذى نشاهد فيه المثقف العربى كسلطه  او الثقافه  فى ذاتها سلطه  تكفينا  عن التظاهر بذلك  حتى وان حملنا جميع اقلامها ومقصاتها وشهاداتها وحضرنا جميع معارضها واحتفلنا بها  وطنا وعاصمة ... نتمنى ذلك

هناك تعليقان (2):

  1. حتى لو كانت ((التضحيه بالاشخاص من وسائل ثقافة السلطه واهم ادواتها للتغير والاستداره وتغيير القناع )) فانهم يتكالبون عليها كفراشات النار

    ردحذف
  2. جذور هذه الثقافه متغلغله ومحروسه جيدا باسوار الدين والسياسه وكلاهما وجهان لعمله واحده الاستبداد والوصايه . لا اقصد ان الدين والسياسه مستبدان بالضروره ولكنهما كذلك في عالم التخلف والجهل والاسطره. نحتاج بلا شك تفكيك الكثير من مواد التراث والثقافه ومكوناتها قد يسمى ذلك بالتجديد والاحياء والبعث والنهوض واي اسم تشاؤون ولكنه لم يحدث قط بين ظهرانينا ..ابدا ابدا

    ردحذف