الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

حتى لايكون رئيس التحرير عنوانا للعنف الرمزى


اذا لم تكن الصحافه ذات توجه  نابع من المجتمع وتعبيرا عن فكر  او اتجاه فكرى  داخل المجتمع المعين  لايمكن اطلاق صحافة رأى عليها  فبالتالى لاتمثل اضافه للمجتمع  ايآ كانت, ولكن هل يمكن  تجاوز هذه المثلبه  التى تعانى منها بعض المجتمعات بأعتماد تعيين رئيس التحرير "الايديولوجى" ذو التوجه الفكرى  فى زمام قيادة  الصحيفه  كرئيس تحرير مثلا . بمعنى اخر هل يمكن اسقاط  تعدد التوجه والفكر  من فوق من خلال الصحافه وبمعنى اخر كذلك هل  يمكن ان تكون الصحافه  اداة للتغيير  بدلا ان تكون ثمرة له بالذات فى مجتمعاتنا. كثير من رؤساء التحرير فى عالمنا العربى  كان لهم تأثيرا فاعلا  فى خلق مدارس فكريه صحفيه  واتجاهات ساعدت فى تعدد مجتمعاتهم  فكريا .   الان  كيف يمكن المزاوجه بين المال والفكر او تعدد الفكر بالاحرى لخدمة المجتمع . شعار خدمة الوطن شعار كبير وواسع ولايمكن اتيانه فقط من جهة واحده  ولايمكن لفكر  واحد فقط ان يقوم بالمجتمع ويلبى متطلباته واحتياجاته  ويخدم امنه واستقلاله على طول الخط. فى اعتقادى انه بأمكان اصحاب المال  ان يقوموا بدور  كبير فى تعزيز التعدديه  الفكريه فى المجتمع. دعونا نتصور مثلا تعيين احد الليبراليين  المعروفين  او العلمانيين كما يصورون  رئيسا لتحرير احدى صحفنا اليوميه  واعطائه الحريه فى الطرح  الفكرى   . ودعونا نضحى بمبيعات الجريده قليلا اذا كان ثمة من تغيير فى كسب  رأى عام فاعل ومتفاعل ؟  وليكن فى الاخرى  احد القوميين ارجو الا يعتقد احد ان لذلك تأثير ايا كان نوعه على خيارات الناس الدينيه بالذات  والثالثه ذو الفكر الدينى  بمعنى هل يمكن ادلجة الصحافه  لتخترق المجتمع بدل ان تكون نتاجا  لادلجة سابقه  للمجتمع ؟  ارى ان اكبر  وزر فى عدم وجود صحافة الفكر والاتجاه يتحمله رؤساء التحرير فلا يعرف الواحد منهم اين يبدأ واين يتوقف  ويحاكى المشاكل حسب الظروف  ويمارس "المع" والضد  معآ ويواجه المجتمع  برأى لايستند الى فكر سوى فكر اللحظه  وتتجمع فيه صفة الجلاد والضحيه  , فى حين يفرغ فيه المجتمع طاقاته المكبوته  وعنفه الرمزى  سواء سلبا او ايجابا.    من اخطر المهام  ان تجلس على كرسى الفكر دون فكر او ان تتولى الزمام دون ادراك لما يمثله ذلك  كالخطيب الاخرس او كالمطرب الاصم    الصورة وحدها لاتكفى   ,  الاعتماد على المال  وحده كمنتج للفكر قد لايمكن التعويل عليه كثيرا ولكن هناك امثله لتيارات خلقتها الصحافه ¸, ما كان للتيار القومى  والوطنى  من الانتشار  لولا صحافة الدوله فى مرحله من مراحل تاريخ شعوبنا  العربيه  من منا لايذكر مقالات هيكل الشهيره " حالة اللاحرب واللاسلم " قبل حرب اكتوبر فى   تجييش المشاعر  ودعم الجبهه الداخليه فى مصر فى تلك الفتره  وكذلك الصحافه اللبنانيه  كانت من   القوه  فى فترات سابقه جعلت من الصعب  عليك معرفه هل هى نتاج  للفكر او هى صانعته  نظرا  لاندماجها بفكر المجتمع واندماج فكر المجتمع فى تحريرها وتوجهاتها  .   انا اعتقد انه  بالامكان التفكير  فى تحريك جميع ادوات المجتمع نحو قبول التعدديه بما فى الصحافه خاصة وان الفضائيات  مسرحا كبيرا  لكثير من رموز التعدديه فى مجتمعاتنا الخليجيه والعربيه كذلك فالصحافه ليست استثناء فى ذلك  ومن بين دول الخليج اجمع تبدو قطر والامارات خارج هذا الاطار تماما فى حين تسكنهما قناتى الجزيره وابوظبى صاحبتا  البرامج التعدديه الشهيره.

هناك تعليق واحد:

  1. مرت على العرب عهود متقلبه عديده لكن هذه المرحله فاقت الوصف لانهم يقولون ما لا يعنون لذلك لا مجال لوجود تعدديه اليوم ولا لقبولها . بالامس كانت التعدديه للاتجاهات والاحزاب والنظريات تفرض نفسها على الارض حتى بدون فضائيات وانترنت تصور ؟ واليوم مع انفجار الاتصالات تآكلت التعدديه وما بقى الا حقيقه الانظمه الواحديه شعارات زائفه اشكره والعين تره

    ردحذف