الثلاثاء، 18 يناير 2011

خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام-وجهه نظر تاريخيه نسبيه


تاريخنا العربى  والاسلامى عجيب  لايقطع الا مع الكفر البواح ولايعنى القطع هنا استئصال صاحبه كما ينادى المتشددون الذى اوردوا الامه دروب المهالك  ولكن  التعامل معه بناء على وضعه الجديد الذى اختاره. السلطه هى نوع من العصبيه التى يقوم بها الامر  ولذلك عندما اتى الاسلام  رفضه اصحاب السلطه خوفا على سلطتهم وهيبتهم من الضياع ولكن عندما انتصر استوعبهم واقر بعضهم على جاهه وسلطانه ليس المجال هنا مجال للتشبيه الدقيق ولكن علينا ان  ندرك ان الامة كلها اليوم تعيش جاهليه سياسيه  جاهليه ضاعت فيها  او سرقت او صودرت حقوق الشعوب والاوطان ثم ان هناك حقيقه يغفل عنها الكثيرون  بأن الفرد فى مجتمعاتنا العربيه ليس  حرا لان السيستم لايقبل الحريه اصلا مما ادى الى  بروز  وجهتى نظر اصلاحيتين الاولى تقوم بالعمل من داخل النظام او السيستم لاصلاحه  والاخرى تقول برفضه والخروج عنه  او الابتعاد التام  عن التعامل معه , وكلا الطرفان  وطنيان الذى يعمل فى الداخل بنية الاصلاح او الخارج السلبى الذى ينتظر الهدم ليشارك فى البناء. الان جميع انظمتنا  العربيه مشابهه للنظام التونسى خاصه الانظمه الجمهوريه وسبق ان ذكرت ان ثلاثية زوال اى نظام هى سلطه مطلقه+ثروه هائله+ عدم احساس  وتختلف  درجة عدم الاحساس لدى انظمة الخليج والجزيره العشائريه  ايجابيا عن الانظمه الاخرى نتيجة لطبيعتها الممتده. ولو  افترضنا تكرار المشهد التونسى فى الدول العربيه الاخرى  فاننا سنصبح امام سيناريو ضخم لايقوم فقط  على اسقاط الرئيس او الرأس  وانما بالتخلص من جميع الكوادر ذات الكفاءه   خاصة التكنوقراطيه المنفذه فقط وذلك باسم ازاله ما يتعلق بالرئيس  السابق.  لامانع من ازالة المؤسسات  وتغير تركيبتها ولكن ليس كل الافراد والكوادر سيئيون وان كان السيستم سىء,فاجتثاث الكوادر البعثيه خاصه من الجيش العراقى باسم التخلص من صدام ونظامه  اضر بالعراق  وارجعه الى مرحلة الصفر مثلا. لاا دعوا هنا الى التمسك بأحد او دفاعا عن احد ولكن ادعوا الى التيقن  بأن الامر  ليس كتله واحده   , قديكون فى نظام بن على من الكوادر التقنيه  او الاقتصاديه الجيده, علينا التيقن بأن الديكتاتوريه هى تاريخنا  وليست اسنثناء  فحياتنا اساسا  فى ظل انظمة ديكتاتوريه فالتعامل معها سمة العربى منذ الازل  ويبقى درجات هذا التعامل و ربما يكون لشخصية الانسان وايمانه بشىء ما هو الفارق . الاحزاب الحاكمه فى مجتمعاتنا ضمت اعدادا مهوله من افراد الشعب  وبعث بشرايينها فى جميع اجزاء جسد الوطن  فلذلك هى فى الاساس وسيله لخلق الوظائف بهدف كسب  الناس والشعبيه الجارفه فهى من وجهة نظر الانسان البسيط  فرصة عمل سانحه عليه ان لايدفع ثمنها مستقبله لاحقا عندما يسقط النظام. ما حصل فى تونس ظاهره جديده فى حياتنا السياسيه العربيه الحديثه لقد تعودنا على الانقلابات العسكريه او تغيير محدود للنظام  من داخل المؤسسه او القصر. فلذلك نرى ضروره التعامل معه بحكمه , ابعاد المتورطين  فعليا خاصة الملوثه ايديبهم. الابقاء على الكوادر الجيده بالرغم من تعاملها مع الرئيس السابق, فجميعنا قَبلناه كرؤساء واحتضناه فى عواصمنا, عدم حل الكوادر  الفنيه الجيده  وادماجها فى المرحله القادمه.  علينا التيقن  باننا لانزال نعيش ضمن مقولة لويس الرابع  " انا الدوله والدوله انا"  فلا نأخذ الدوله بجريرته عندما يسقط,فالتراث الفيكتورى هو ماتعيشه عليه بريطانيا اليوم, والارث النابوليونى التسلطى هو مايزين متاحف فرنسا ,  حرية الفرد تكتمل بحرية الوطن  اما قبل ذلك فهو حر ووطنى  ولكن ضمن شروط له ان يقبلها او ان يرفضها ولاينقص ذلك من حريته ولا من وطنيته شىء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق