الاثنين، 17 يناير 2011

المشهد التونسى: الشهوه الايديولوجيه للانتقام




 سقط الرئيس بن على  وتحررت تونس من قبضته ولكن العقليه الشموليه هى ذاتها لم تتغير , العقليه الشموليه التى مارسها بن على ضد خيارات المجتمع العربى ها هى الان تمارس ضده من  جانب الامه العربيه بأكملها, الامر الذى يتبت ان الامه مصابه فى فكرها  وتلك هى القاعده  ولحظات التوقف والفصل والتدبر هى الشواذ الذى لاينسف القاعده.بل يؤكدها. لم يكد يسقط نظام الرئيس بن على  حتى اتجهت  اصابع الاتهام للمملكه العربيه السعوديه التى قبلت بأستضافته, وجرى اتهامها بايواء المجرمين والمتسلطين  من جانب قوى المجتمع المختلفه   الدينية منها  والسياسيه, هذا المنطق الشمولى يثبت اننا كأمه خارج العصر, عندما يكون منطق الامه هو منطق الشموليه   يمكن بالتالى تبرير الفعل لان ردة الفعل  هى نفسها الفعل مكرر,ايديولوجى الفكر الدينى الشمولى ينادون  بطرده من السعوديه , وايديولوجى الفكر عموما باطيافه كذلك  , لانهم استعمل معهم الشموليه اساسا فى تعقبهم  واقصائهم, فهم بذلك لايختلفون عنه  بل هو احدى مفردات مجتمعهم هذه الدائره المحكمه التى تعايشها الامه  لاتستقيم والعصر الا من خلال  كسر الية  بناء الديكتاتور  من خلال تعريضه امام الانسانيه للمحاكمه  وتسهيل جميع وسائل الدفاع له وفى  الاولويه من ذلك  توفير مكان لائوائه . منتهى التخلف ما نسمعه من اطراف شتى  لوما فى السعوديه وغيرها ممن توفر  اللجوء الانسانى  لرئيس او مسؤول  سابق حتى  ولو كانت مسؤوليته تامه مائه فى المائه فيما لحق  بشعبه وامته من دمار . منطق الانتقام هذا منطق اجوف  وينتهز لحظات الضعف فى حين ان اقرانه ومن هم على شاكلته لايزالون  يكتسبون المديح  او تساق لهم الاعذار وان هوجموا فهو هجوم من دونه ستر وحجاب من نفس الابواق. على الامه وعلى الشعب التونسى  ان يطالب بمحاكمه عادله للرئيس  بن على وكلى امل ان لايكون هذا الموضوع وهو لوم السعوديه على الاستضافه عنوانا لخطب الجمع القادمه بل يجب ان يقدر  فعل السعوديه هذا لان طرده بلا مأوى  لايخدم قضيته خاصة وانه خرج فى اختلاف واضح ووضع تشاوتيسكو فى رومانيا منذ عقدين الذى قتل فى الداخل. رائحة التشفى والانتقام لدى الايديولوجين على اختلاف مشاربهم الدينيه والاجتماعيه والسياسيه  لاتبشر  بأن الامه فى طريقها للخروج من دائرتها المقفله الممتلئه بالفعل الشمولى  وردود افعاله الشموليه. ان اول خطوه يمكن للشعب التونسى ان يفعلها اليوم هو المطالبه بالمحاكمه       العادله لرئيسه فهى  اضافه فعلا لما قام به  لان فى ذلك  خلاص للشعب كذلك من امراض كثيره وسلوكيات جعلت  من امتنا مرتعا للطغاه والمتجبرين وربما هى بدايه لاعادة النظر فى تاريخنا وما ينتجه من مواد مسرطنه وانفس تقرن بين  الوجود والسلطه بشكل لايقبل الفصل. محاكمة صدام رغم بلادتها  وعدم مشروعيتها  الا انها كشفت الكثير من شخصيته واسراره , لانريد ان يموت الطاغيه  دون دراسة شخصيته وتفكيك نفسيته  وتشريحه انسانيا, على كل حال  شكرا للعربيه السعوديه على استضافة  بن على انسانيا ومسايرة للعصر وانتظارا للمطالبه بمحاكمته,بأمكان الامه  والشعوب العربيه ان تطالب بمحكمة عربيه  اسوة بالمحكمه الدوليه لمجرمى الحرب, لانفوت هذه الفرصه بعقليتنا الشموليه" كما قتلنا نقتله" صنع  تاريخ جديد يتطلب منطقا اخر.  لانعتد بفرنسا ولا بغيرها عندما رفضته  نحن اولى به  لان  صنيعة تاريخنا  فهى وغيرها لايهمهم سوى المصلحه ولكننا كأمه يهمنا  محاكمة من يخطىء بأسم الشعوب , يهمنا ان يقف امام الشعب العربى , يهمنا جدا  ان يبكى عيشا اضاعه استجابة للجشع  او لزمرة  اعتمد عليها, انا على يقين ان كل طاغيه عربى  يرتكن الى فريق من الطغاه  المحاكمه العادله وحدها تكشفهم وتعريهم    وتقلل من عددهم ما أمكن عندما يشيع ويكثر عدد الطغاه يصبح العلاج اسهل من قطع الرأس فقط بينما بقية الاجزاء قائمه وقادره على تعويضه او اعادة انتاجه وتنميته

هناك 4 تعليقات:

  1. صجيج منطق الانتقام منطق أجوف ومرفوض. إلى أبعد من ذلك محاكمة بن علي لن تقدم أو تؤخر ، لأنه ساقط في محكمة التاريخ بكافة الأحوال. و في ما تبقى له من حياته أفعاله ستلاحقه إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

    الدعوة إلى محاكمته بطريقة عادلة فكرة سديدة لا للانتقام منه ماديا بل لها أهمية معنوية، مشهد المحاكمة لرئيس عربي مستبد تؤكد انتصار الثورة الايديولوجي و هو الأهم.

    لكن هل تعتقد حقا أن السعودية ستسمح بمحاكمته؟ لا يستحقوا الشكر إلا عندما يثبت أنهم مستعدون لتسليمه لأجل محاكمة منصفة عادلة تكفل له كل حقوقه كمتهم.

    ثم يا سيدي ألا تعتقد أن هذا الهجوم على السعودية بسبب استضافتها بن علي لا يهدف إلى لومها بقدر ما يهدف إلى إعلان حقيقة ناصعة: مستبدون يضيفون مستبد، بمعنى احتضان الاستبداد للاستبداد تعاطفا و تعاضدا. لننتظر و نرى الوقت كفيل بتوضيح كل شيء. و الله لو السعودية تقدر ترجعه على جثة الشعب التونسي لفعلت ، لكن الأمر خارج يدها.

    ردحذف
  2. ولكان الامر ليس هكذا يا غفار هم يستتكثرون على السعوديه ذلك بدعوى اخرى
    اعتقد ان اسلوب المحاكمه واستنزاف المتهم وتعريته اشد فتكا مما يعملون والاستضافه هى حق انسانى اولا كل الطواغيت هناك ما منحهم اللجوء هذا حق انسانى لكن منطقهم اعوج وفكرهم شمولى

    ردحذف
  3. أوافقك أن أي دعوات للانتقام خاطئة و ذات فكر شمولي، لكن تذكر قصة مدينتين ، كلها تدور عن دوامة ما بعد الثورة و القتل الانتقامي الذي طال أشخاص لا علاقة لهم بالبلاط الفرنسي سوى كون بعضهم خياط الحاشية. جزء من رد الفعل الذي ذكرته بداية مقالك.

    ردحذف
  4. ربما تكون على حق لا ادري حقا ولكن اعتقد ان العداله هي ان يعيش الطاغيه خائفا متوجسا طول حياته هل سيأمن بن علي واهله وحاشيته الاقربين ..ابدا ؟ هناك الكثير ممن نالهم الظلم والاهانه والعسف والتعذيب ..هناك كراهيه وحقد وهناك انتقام لن يمنعه الكلام المنطقي وكلام المبادىء العليا ..وسوف نفرح بطرده وتسليمه ويحق لنا ذلك

    ردحذف