الخميس، 20 يناير 2011

المجتمع الميت والحراك المجتمعى



المجتمع الميت هو المجتمع الغير قادر على صياغة  خياراته وتطلعاته , وليس الموت قدرا هنا  ولكنه حاله من الفقد  والضلال  افقدت  المجتمع القدره على ادراك ذاته وامكانياته  بالشكل الذى يجعل منه حركه    الى الامام حيث التطلعات  والخيارات. والحراك المجتمعى حاله  من تركز الوعى لدى فئات المجتمع تكون من القوه بحيث تمتلك زمام المبادره او على الاقل  يصبح من المستحيل تجاهلها او اغفالها. فالموت بالنسبه للمجتمعات موت معنوى  وهى حالة من الضلال او تشتت الوعى وتتساوى  هذه الحاله والموت المادى  كونها  تضعه خارج  حسابات الربح والخساره , والحراك المجتمعى ليس حاله خاصه بالمجتمعات الميته  بالمعنى الذى اشرت اليه ولكنها ايضا هامه  وضروريه بل ومتكرره بشكل دائم لدى المجتمعات المتقدمه كذلك  كحركة الشباب الفرنسى التى اسقطت ديغول عام 68 بل ان الحكومات المتعاقبه للاحزاب الحاكمه هناك  من اسبابها  الرئيسيه الحراك المجتمعى لتلك الشعوب لذلك وضعته فى مقابل مع الموت   هى حيه لانها فى حراك اجتماعى مستمر ومجتمعاتنا ميته لافتقادها للحراك الاجتماعى  او لفقدها لبوصلته واتجاهه.  ولكن ماهى اسس  الحراك الاجتماعى  القادر على احياء المجتمع وانتزاعه من قبره  وادراكه من ضلاله  وارشاده الى ذاته ووجوده
اولا: الوعى والادراك التام  بسوء الاوضاع وما آلت اليه الامور  وعدم الركون كثيرا  للتصورات  التقليديه الشائعه بأن المستقبل لابد ان يكون خيرا من الحاضر  دون تدخل انسانى معتبر  يساهم فى تحقيق ذلك سواء كانت هذا التصورات دينيه  او تراثيه .
ثانيا: تحديد الاولويات  بالنسبه للحاضر وللمستقبل ماذايريد المجتمع اليوم وماذا يريد  لابناءه مستقبلا

ثالثا: تكوين آليه ا و تصور لايجاد الطلب الفعال  بالتنازل عن خصوصيات ايديولوجيه ضيقه بالنسبه للمجتمعت الحزبيه او بالتنازل عن مميزات او تفضيلات خاصه فى المجتمعات القبليه من اجل المستقبل  ومتطلباته

رابعا: عدم السماح لجزء دون غيره  او لحزب دون اخر او لطائفه دون غيرها بالاستئثار  بالحراك المجتمعى  ولكنه بالضروره حركة الاطياف جميعها كانتفاضة تونس

خامسا:كلما غلب الطابع الوطنى على الحراك المجتمعى كلما كان اكثر فاعليه واكثر املا لمستقبل افضل بمعنى ان تكون صبغته وطنيه ومطالبه وطنيه بالدرجه الاولى

سادسا: ان لايتحول الى تناحر بين اطرافه  لاقبل  ولا بعد انجاز  الهدف منه  بمعنى ان ينتقل سريعا بعد انجازاته الاولى الى حركه مدنيه  منظمه للمجتمع  من خلال  ايجاد مؤسسات المجتمع المدنى السياسيه والاجتماعيه وفى مقد متها دستور متفق عليه  يحترمه الجميع وانتخابات حره لتشكيل ارادة المجتمع

سابعا: ان تكون هناك اهداف واضحه ومحدده للحراك المجتمعى  ,تحققها , يجعل من اعادة صياغته امرا محتملا, بمعنى انه ليس بالضروره ان يتحول الى ثوره او اضطرابات  مدمره  او فوضى عارمه

ثامنا: قد يفرز الحراك الاجتماعى قيادات مجتمعيه  خاصة فى المجتمعات ماقبل المدنيه او قد يكون نتيجة لوجودها اذا وجد المجتمع المدنى وهو امر  يسهل امكانية التفاوض ويساعد على صياغة الخيارات  والشروط

تاسعا: يجب ان لاينفصل الحراك عن المجتمع او ممثليه عن قاعدته  اذا ما استمر الوضع طويلا  او  يجرى استقطابه  واحتضانه  بأى شكل من الاشكال
عاشرا: قد يكون الحراك المجتمعى شاملا او قد يكون محدودا كتلبية الحاجات الضروريه المعيشيه سواء اقتصاديه او اجتماعيه وفى كلا الحالتين  هو حاله من الفاعليه المجتمعيه اذا ادرك المجتمع بعضا منها قد يدركها كلها لان شروط الحالتين واحده  وتتمثل فى الاراده والوعى  وقبول التضحيه او حتى طلبها

هذا ما امكن ايجازه مع ان العصر اليوم والتقدم الكبير فى  وسائل الاتصال  فتح المجتمعات  امام اقدارها ومصائرها وجعل من موتها  امرا استتثنائيا او قصيرا مقارنة  بالماضى  الذى كان يتطلب عقودا من الزمن  لان يدرك شمال الكره الارضيه ما يحدث فى جنوبها.

هناك تعليقان (2):