الأحد، 30 يناير 2011

لأول مره اشعر "بأن البلد بلدى"



لأول مره اشعر بأنى مصرى  عباره قالها احد المواطنين المصريين من الشباب اثناء التجمهر والمظاهرات المستمره فى شوارع القاهره حتى اللحظه, عباره تلخص انتهاء تاريخ بأكمله, تاريخ مصادرة السلطه لشرعية الشعوب وإرادتها, كان يقال ان عبدالناصر اول حاكم مصرى لمصر  ولكن مصر بعده لم تعد كما كانت مصر  الحضور والوزن والثقل والرياده, عندما قال هذا المواطن  ما قاله كان يستشعر حضوره ووزنه وثقله  كمواطن على ارضه لأول مره كونه من جيل الشباب الذين افقدهم النظام القائم  وجودهم الا من تاريخ يتلى عليهم او تستعيده ذاكرتهم من خلال كتب التاريخ, عندما تؤجر البلد لايشعر اهلها بأنها امهم وحاضنتهم. لقد كان هذا الشاب اكثر تعبيرا من كل الاحزاب والايديولوجيات والشعارات والمفكرون والمحللون الذين صموا آذاننا  طوال هذه المده , قالها بعفويه جارفه رائحتها رائحة الارض والترعه ومياه النيل المنسابه كأنسياب التاريخ الذى لايعرف التوقف. لأول مره اشعر بأن البلد بلدى ما أبلغها من عباره فيها من الشموليه بحيث يمكن ان تعبرعن مايود أى"مواطن" عربى من الخليج الى المحيط, ان يشعر به وأن يحسه. كم أُتهم الجيل الحالى بالسطحيه والانجراف وراء القشور والشعارات مقارنة بالاجيال السابقه التنظيريه والايديولوجيه ,ولكن مفتاح التعدديه يمتلكه هؤلاء الشباب الذين خرجوا يبحثون عن وجودهم والبحث عن الوجود  يقتضى الانغماس فيه  وقبول شروطه والتزاماته, لم يرفعوا أى شعار ايديولوجى او دينى  سوى" أرحل يامبارك"  لانريدك, تطفل الاحزاب الايديولوجيه والدينيه واضح من خلال رسائلها ومشاركاتها المتأخره والجميع منهم يدعى وصلا بليلى, لاننكر كفاح البعض ولكن كان كفاحا تحتى شعار معين مما قد يؤأزم  الوضع اكثر , تكفى عبارة  اريد اشعر بأنى مواطن , أول لاول مره اشعر بأن البلد دى بلدى. هذا الشعار وحده يكفى لنقل الامه من اختلافاتها وشقاقها الى محتوى اوسع وأكبر. وللتاريخ كم كانت عودة راشد الغنوشى زعيم حزب الأمه معبره عن الوضع الجديد للأمه وتطلعاتها عندما التف حوله مريديه واتباعه وفى الناحية الأخرى تجمع الذين يخشون من تطبيق  الشريعه بعد حصولهم على مكاسب للمرأه التونسيه كما يقولون  وللحريه لايريدون التنازل عنها فى مقابله  تدعوا الى  الخوف من الاستفراد واقتناص الفرص وضياع دم الشهداء تحت اى شعار ايديولوجى لايؤمن بالتعدديه ولا بالمواطنه وكم كان الشيخ راشد موضوعيا عندما قال" لامكان للشريعه" فالدوله محتاجه الى البناء اولا  والحزب يحتاج الى اعادة ترتيب. هنا تترك الخيارات للشعب , لاشعار ولاتنظيم على حساب المواطنه, مراحل التشكل التاريخى خطيره وسريعة الذوبان يجب التبه لذلك وارضيتها الحقيقه وبناؤها الاول هو الشعور بالمواطنه لكل فرد والشعور بإمتلاك اهل البلد لبلدهم كما عبر عنه بكل عفويه ذلك الشاب المصرى الأسمر الذى نحت البؤس والشقاء تضاريسه على وجه بينما تغادر طائرات  اصحاب الحزب والشعارات ارض مصر محملة بخيراتها  ومع ذلك تبقى استعادة الوطن والبلد اغلى واثمن مما يجمعون.
كمواطن عربى أحب مصر وهتف لها اشعر بشعور هذا الشاب , نعم اشعر بأن البلد بلدى

هناك 3 تعليقات:

  1. كان أكثر تعبيرا بكلماته البسيطة العظيمة..كان يشعر بكرامته تملأ كيانه لأول مرة... جميل هذا المقال الذي غلب إحساس الشاب على كل الايديولوجيات و الشعارات الطنانة، فالإحساس هو التعبير الأول والأصدق و الفطري للإنسان.
    اتُهم الجيل بالسطحية و بالضياع في صفحات (الفيس بوك) لتخرج الثورة من صفحات ما اعتبرناه لغطا و سخفا. لوقت قريب اعتقدنا لا فائدة ترجى منهم و إذ بهم البطل الذي يُخرج المارد من القمقم.

    ردحذف
  2. مقال عبر عنا و لكن العتب على جريدة الوطن التي لا تبرز الكاتب مع أنه قطري و متمكن و تضع في الصفحة الاولى من هو أقل،، متى يفهم رؤساء التحرير قيمة كتاب الوطن..؟؟
    لي الشرف أن يكون أول تعليق لي للكاتب المتميز،
    التوقيع
    قطري بأمريكا

    ردحذف
  3. للكاتب مقال جميل جداً عن (إغواء الكرسي). مناسب عرضه في هذا الوقت بالذات في مدونتكم لأنه يتحدث عن العلاقة الشبقية بين الحاكم و الكرسي.

    ردحذف