الخميس، 3 فبراير 2011

ثوره مفاهيميه" بلطجة النظام وتحضر الشارع"



اعتقد بان امتنا العربيه دخلت القرن الواحد  والعشرين ليس بإنجازاتها  الماديه والتقنيه ولكن بإعتمادها  لمفاهيم القرن الواحد والعشرين والذى فى مقدمتها , انضباط الشارع وتحضره  فى المطالبه بحقوقه  فالذى دخل العصر هو الشارع العربى  دون النظام وهى مفارقه عربيه بإ متياز لأن النظام اصلا ليس وليد الشارع  كما هو متعارف عليه حضاريا, اليوم الشارع العربى يقدم نموذجا يشيد به العالم  والنظام العربى يقدم نموذجا  قروسطيا يثير اشمئزاز العالم أجمع .. ما مارسه الشارع العربى فى تونس ومصر حاليا  يعد انجازا عربيا حضاريا.مفهوم الشارع السلمى مفهوم حضارى متقدم , اسقط غاندى الاحتلال البريطانى بمغزله وردائه الابيض الخالى من الخياط, النزول السلمى هو القوه الانسانيه التى لاتقهر , فى حين بدا النظام العربى فى تونس  وفى مصر اليوم  متأخرا حضاريا وانسانيا  ومارس من  البلطجيه" ما يندى له جبين التاريخ والقاده العرب منذ الفتوحات الاولى. هنا لابد من اضافة بعض الملاحظات .
أولا: تقدم منطق الشعوب مقارنه بمنطق الانظمه, لم يعد بإمكان  الانظمه تبرير ما تقوم به من ممارسات  على حساب  الشعوب , منطقيا سقط التبرير تحت أى مسمى كان , عائله, طبقه, قبيله, طائفه  منطق التاريخ اليوم  يقوم على المساواه.أتاحت التكنولوجيا الكاشفه  والحساسه جدا   البعد الانسانى االشامل كإتجاه لامحيد عنه, فالبائس فى بيته والمحروم فى سكنه يرى ويشاهد ما يشاهده اوباما او حسنى مبارك  وكلهم بشر  فى النهايه ومنطق البشر واحد.
ثانيا: تقوم فكرة البلطجه على التنازل  شيئا فشيئا عن ما لاتملكه اساسا وقضيه التفاوض فى الحقوق الانسانيه وتجزئتها  من مكتسبات العقليه البلطجيه التى تشهدها انظمتنا العربيه وشهدنا ذلك فى نظام  بن على واليوم فى نظام مبارك دليلا على  رثاثة النظام العربى  أمام   شعبه وجماهيره , الامر الذى يثبت   تأخره انسانيا عن الركب.
ثالثا:برآءة الشارع العربى  امام التاريخ من تهمة  عدم القبول بالديمقراطيه  جينياً فهاهو يطالب بإعطاءه الفرصه  فى إقامه الحكومات الانتقاليه والدساتير  الشعبيه
رابعا: سقوط الانظمه العربيه "تونس ومصر حتى الان"  عن وعودها وتنكرهم  لها وتحولهم  الى مزارع أهليه  وللاقارب  بينما تراجع بعضها عن الاستمرار فى الخروج عن العصر"اليمن" ربما تكون وعودا كذلك.
خامسا: الخلط بين مفهوم الوطنيه  ومفهوم الاحقيه التاريخيه  وتداول السلطه, الوطنيه لاتعنى الاحقيه فى التأبيد , من قام بدور وطنى فى حرب اكتوبر  لايمكن القبول به حين يجترىء على شعبه ويضطهده  فيما بعد, رحل ديغول وهو من هو بالنسبه للتاريخ الفرنسى ولم يأتى على شعبه بجزء مما يفعله مبارك اليوم  , وسقط تشرشل وهو  قائد بريطانيا فى الحرب   وتاريخه ناصع البياض, لاتوضع الوطنيه امام التأبيد والتوريث , الوطنيه احساس وواجب  وإستحقاقاتها آنيه ومحسوبه وليست صك على بياض او شهاده تاريخيه معقمه.
سادسا: الشباب ثوره يجب احترامها و الايمان والشعور بروح العصر من مسلمات الحكم الرشيد ,  ثورات الشباب هى من يحرك العالم  ويدفع الى الامام , الشباب يشعر بأن  الثوره التكنولوجيه فى الاتصالات   اقرب الى فكره ودينامياته وحركته كما كانت افكار 68 اقرب الى فكر الشباب الفرنسى من ديغول مؤسس الجمهوريه الخامسه, انظمتنا فى معظمها هرمه وعسكريه  ولاتصلح للاستجابه لروح العصر والامر واضح من تصرفات مبارك  فهو لايزال يفكر بشرفه العسكرى فى وجه مطالب شعبه وعلى حساب دمائهم , منطق الشيخوخه الذى تلافاه الغرب.
 هذا كله وغيره يثبت أن الشارع العربى بخير والشباب العربى بخير كذلك والازمه أزمة نظام عربى عاجز عن تطوير نفسه أو الاستماع لمنطق العقل  والعصر حيث لا يزال يحكم بعقلية المزايد فى أسواق  البيع الرخيص عل وعسى ان  يستمر اطول فتره ممكنه, تجرؤاً على التاريخ المتدفق وتدوال الايام .

هناك تعليق واحد:

  1. يعطيك الصحة. لوحة متكاملة لبلطجة النظام و تحضر الشارع.و كله كوم و ثالثاً كوم لوحده. أخيرا عملنا ثورة.

    ردحذف