الجمعة، 4 فبراير 2011

التحول الديمقراطى بين: مجتمعات الرغبه ومجتمعات الحاجه



 لماذا تونس ومصر؟ لأنهما مجتمعان وصلا الى مرحلة الحاجه الى التحول الديمقراطى. ولكن اليست هناك مجتمعات عربيه اخرى  تمثل الحاجه الى التحول الديمقراطى ضروره ملحه؟. الجواب نعم ولكن شروط وصولهما لم   تنضج  حتى الان وربما هى فى طريقها لذلك. درس هام علينا ان  نتعلمه   مما حدث ويحدث فى تونس ومصر.درس يغنينا كثيرا عن  التنظير  وتفصيل السناريوهات  وانتقاء النماذج . بل يغنينا عن  التلبس باليأس  وانسداد الافق  واسوداد الرؤيه وتوجس سوء المصير حول  هواجسنا نحو حلم الديمقراطيه الذى طال به العهد حتى  تحول الى كابوس تتناقله الاجيال وتحكى به الركبان.  فى هذا الجانب ارجو ان اوضح بعض النقاط:
أولا:المطالبه بالديمقراطيه  أو بالتحول الديمقراطى كرغبه غير العمل من اجله  او من أجلها كحاجه,   الحاجه ضغط نفسى وبيولوجى لايمكن تأجيله عندما تحين ساعته, بينما الرغبه حاجة مؤجله او يمكن تأجيلها وليست ضاغطه
ثانيا: هل تتحول الرغبه الى حاجه  فى هذا الخصوص, الجواب نعم, عندما تتآلف مجموعه من العوامل الاقتصاديه والاجتماعيه  الضاغطه التى تأتى على طمأنينة الرغبه المؤجله لتحولها الى حاجه ملحه معنويه :كإنخفاض الدخل وإغتصاب الحقوق ومصادرة الرأى  وحرية التعبير , بمعنى حاله من انعدام الوزن الاقتصادى والاجتماعى يضاف اليها فقدان العداله اوالقدره  على اللجوء للقضاء العادل أو فقدانه من الاساس.

ثالثا: التحول الفوقى المساعد يعتمد على قدرة النظام  وفاعليته بين إدراك المسافه التى وصل اليها الشعب والنقطه التى يعايشها بين مستوى الرغبه ومستوى الحاجه للتحول الذى ذكرت, إذا لم يدرك أو تعامى عنها فسيأتى الامر لامحالة عليه كما حصل فى تونس ويحصل الآن فى مصر عدم إدراك النظامين بأن  الشعبين وصلا الى مستوى الحاجه الى التحول  او فقدهما للإحساس بذلك أورثهمما المهالك  والمصيرالمظلم  والعزله الدوليه والداخليه. حتى سقوطهما الفعلى أو المؤجل  بالنسبه لمصر.حتى كتابة هذا المقال.
رابعا: خطورة مستوى الحاجه كونه بيولوجى الطابع أما أن يتحقق أو  التضحيه من أجله بينما مستوى الرغبه كما ذكرت يمكن تأجيله  حيث أنه فى الوعى ولم يصل الى مكامن الحاجه البيولوجيه  .

رابعا: إحتقار الشعوب  وعدم الاحساس بها وإستفزازها عامل نارى فى سرعة تحول الرغبه الى حاجه, لكم أن تشاهدوا ما يحصل الان فى مصر  مزيدا من الاصرار  على ذهاب النظام كلما استمر فى استفزازاته  من تنازلاته وقحه لاترقى  الى مستوى الحدث  وإحساس المواطن وتضحيته.
 خامسا:بالنسبة لمصر , مصر المجموع, أكبر إهانه معنويه لها  ولتاريخها هى  فى مصادرة دورها التاريخى فى المنطقه وتحولها الى  أداه. اليوم مصر تريد استرداد تاريخها  ودورها  وهذه حاجه  معنويه جمعيه  كامنه  فى اللاوعى بالنسبه لكل المصريين, إن اللاوعى المصرى بل العربى الجمعى كذلك يختزن صور زاهيه لايمكن نسيانها أو إغفالها,  ربما من استمع للجزيره مباشر  اليوم وهى تعيد الاستماع لقصيدة "دعاء الشرق" لعبد الوهاب أدرك ما اعنى . نعم الدور المصرى أكبر صادرات مصر جرى  مصادرته  وتقزيمه وبيعه بثمن بخس دراهم معدودات.
 سادسا: مستوى الحاجه  يتطلب البعد الديمغرافى المؤثر  لكى يتحقق بالاضافه الى الابعاد الاقتصاديه والاجتماعيه التى ذكرت. تحقق مستوى الحاجه وتاثيره يتطلب شارع ممتلىء  قادر على التضحيه من أجل المجموع, الدول العربيه الكبرى مهيئه ومدركه ذلك  فلذلك رأينا المبادرات فى الجزائر وسوريا الى حد م  واليمن كذلك
 سابعا: بالنسبه لبعض دول الخليج لايزال مستوى الرغبه فى التحول الديمقراطى هو السائد أما مستوى الحاجه فلا يزال غير واضح بالنسبه لمجموعة العوامل  الاجتماعيه أو الاقتصاديه مع بعض أو الديمغرافيه  , وهو أبعدها تحققا على ما يبدو فلذلك يبدو التحول الفوقى بطيئا   ومكياجيا الى حد كبير  بينما تزداد الرغبه إمعانا  وتركزا الى درجه الفرز فى المجتمع ولكنها لاتصل الى مستوى الحاجه المادى الذى يقوم على فكرة التضحيه الاساس الذى يتجاوز كثيرا ما يخالط الوعى  أو ما تخطه الاقلام.

هناك 3 تعليقات:

  1. لست اظن ان ما حدث حتى اليوم في تونس ومصر يرفع ما سميته انت >التلبس باليأس وانسداد الافق واسوداد الرؤيه وتوجس سوء المصير حول هواجسنا نحو حلم الديمقراطيه >
    لان الهواجس انما تهدأ بالضمانات المعنويه او الماديه او حتى بوجود حد ادنى من عوامل ترجح استمرار الصمود واستمرار اشتعال الثوره . المعتصمون ينهكون والناس تمل والمياه تتغير تحت الجسور . ليس تحبيطا بل حقائق . اليوم ليس كما بالامس الماضى في التاريخ تستطيع الثوره الاكتمال على راحتها وفي وقتها وبدوافعها الداخليه
    اليوم لم يعد يسع الضواري الغربيه وامريكا ان تدع الامور تستمر في الانهيار والتدهور وتهدد مصالحها الحيويه ومصالح الربيبه اسرائي بالطبع لذلك فان امريكا تدخلت منذ اول يوم واول لحظه وزعلت لان استخباراتها لم تحذرها بشكل قوي من الانتفاضه الراهنه . امريكا تابعت وفاوضت وانعشت روابطها القائمه بالفعل بالمؤسسه السياسيه والعسكريه المصريه لكن ..امريكا والغرب انتظرتا بادره وفعلا من الداخل الثائر فلم يجدوا لايام مرت ما يدفعهما الى التأخر في التحرك الذي سبق وواكب الاحداث.
    هل هناك خطه حقيقيه للتحرك ؟ ام انه يوم بيوم ؟؟
    السلطه وضعت خطه العصا والجرزه وتطبقها
    المعتصمون يحتاجون غرفه حرب ويحتاجون خطه استشرافيه . لا يدهشني انهم يجيبون عن كل الاسئله اللوجستيه ويفضحون طرق تواصلهم وما يعدون له كما ان الكاميرات تتابعهم وتنقل حركاتهم للعدو - السلطه . انهم منكشفون وهذا خطر
    كان يجب ان يستغلوا الحشود المليونيه التي تحققت مرتين في مسيره تهدد وتملي شروطها
    انهم ينتظرون في حين يجب ان يفاجؤوا عدوهم
    هذا تحليلي
    وذاك تنظيرك

    ردحذف
  2. الى غير معرف

    تتكلم عنهم وكأنك أدرى بهم من حالهم يا أخى كيف يفاجئوا عدوهم اكثر من ذلك ما فى ايديهم اى تحليل هذا ثم هل تونس قبل الثوره هى تونس بعدها الم يذهب اليأس وانسداد الافق . لم تناقش الموضوع ولكنك ناقشت الهوامش

    ردحذف
  3. يتوقع الناس إسقاط الأنظمة بيومين..!! هذه الثورة لن تتوقف لأنها أصبحت موضوع حياة أو موت لمن قام بها. أصبحت حاجة لا رغبة

    ردحذف