الأربعاء، 2 فبراير 2011

الحياه بعد السلطه أم السلطه هى الحياه ؟ ثنائية العربى وكرسى الزعامه"محنة مصر"

 

 

أشفق كثيراً على زعمائنا وقادتنا لسبب بسيط وهو عدم وجود حياة حقيقية لهم بعد غياب السلطة عنهم وحتى وإن وجدت فهي حياة أقرب الى الموت  منها الى الحياة فالإفراز التاريخي لأمتنا في هذا الخصوص لا يخرج عن موت القائد أو الزعيم أو إبعاده قسراً وغيابه في المنفى وفي بعض الحالات التخلص منه ومن مرحلته بأي طريقة كانت إذا ما تم استثناء الحالة اللبنانية فهذه المخرجات هي ما استوطنت عليه أمتنا ولو استعرضنا الوطن العربي من الخليج الى المحيط نجد أن هذه هي شروط انتقال السلطة وأن تلاشت بعضها مثل الاغتيالات وبقي المراهنة على الموت لتداول السلطة وإن كانت وراثية لسوء الحظ . ما يدعوني الى التذكير بهذه النقطة  مانراه من من تداعيات لأزمة الشرعيه القائمه اليوم فى مصر وعدم استجابة الرئيس مبارك  لأصوات الجماهير وابناء شعبه بالتنحى  حفاظا على مصر وعلى رصيده التاريخى المتضائل  امام اصراره فى مواجهة شعبه وكأنه لاغد ينتظره   خارج السلطه بالرغم من تذكير اردوغان له بأن الزوال  للافراد لامحاله والبقاء للشعوب وهى بديهيه  لكل ذى قلب  وقبله بن على  وغيرهما والباقون ينتظرهم نفس المصير ومتوقع منهم فى المقابل نفس التصرف إلا من رحم  ربى , فى حين  يدرك الغير بأن الحياه ليست هى السلطه  وانما هى مابعد السلطه, السلطه المنجزه , السلطه  المقيده , السلطه المحترمه لنفسها ولمن أتى بها وفوضها و فهاهو  الرئيس الامريكي السابق كلينتون مثلا أصبح محاضراً فى العديد من الجامعات وتعاقد مع جامعة أكسفوردفى وقت سابق للتدريس فيها بعد خروجه من السلطة في البيت الأبيض بوقت قصير وقبله انتقل بوش الأب الى إدارة أعماله في تكساس بعد سنوات حامية في البيت الأبيض  وبوش الابن يكتب مذكراته فى مزرعته فى تكساس, وشيراك ينعم بحياه تقاعديه تأمليه وغيرهم  كثيرون في أوروبا وحتى فى غيرها  فى اسيا مهاتير محمد وربما غيره ممن يمارسون حياتهم باستمتاع كبير بعد سنوات السلطة والزعامة .
فالسلطة هناك فترة مرحلية تتبعها فترات من النضج والتأمل
ولكنها عندنا نهاية المطاف وغاية المنى وغالباً ما يخيب الظن
في النهاية فإذا بها كارثية . مثل هذه الحالة النكوصية التي
يعاني منها وطننا العربي الكبير ولا تشاركه فيها سوى دول
أفريقيا المتخلفة وبعض دول آسيا المأزومة ، هذه الحالة التي
يندفع فيها الشعب والجيش في أغلب الأحيان ليمارس صلاحياته
تحت مسمى استشراء الفساد دونما خطة أو برنامج لا تمثل حلاً
ناجعاً للاشكال حيث لا آلية واضحة لممارسة العمل السياسي
فإذا بالفساد يعود من جديد وبثوب آخر . ولو استعرضنا وطننا
الكبير بلداً بلداً وتساءلنا عن السلف فهو بلا شك يقع بين تلك
الإفرازات التي أشرت إليها سابقاً " فيما عدا لبنان "فك الله كربته;
ولو تساءلنا أكثر عن المستقبل أي ما بعد الزعيم أو القائد
الحالي فليس هناك جواب وانما الأمر متروك للقدر فهو بالتالي
لا يخرج عن تلك الإفرازات أيضاً الموت أو الإبعاد أو الاغتيال .
ان مأساة الأمة ومكمن أمراضها يتمثل في الاستبداد فلا مخرج
لها من دون التعامل مع هذا الداء حيث لا إصلاح للتربية ولا
إصلاح للثقافة ولا وجود حقيقي للتنمية دونما البدء بمعالجة
الاستبداد الذي يجعل من السلطة نهاية المطاف وليست مرحلة
يبني عليها وترتكز عليها خطوات أخرى لقد هُزمت الأمة من
جراء هذا الاستبداد ونزفت أموالها الى العدو واقتصاداته الموالية
بسببه ولسبب حب السلطة أو جعلها نهاية المطاف ، فلا يحتمل
عربي أن ينزل من السلطة ليعامل بعد ذلك كإنسان أو مواطن
عادي وهذه في حد ذاتها إشكالية ثقافية عانينا منها منذ القِدم
فالعربي في السلطة أما ضعيف فيؤكل أما قوي فيستبد ويبطش
ولا يوجد خط وسط ولا توجد آلية تقلل من جميع خيوط السلطة
في يد الفرد ولا توجد آلية كذلك تجعل من اتخاذ القرار السياسي
المصيري والذى يتعلق بمصير الأمة أكثر تعقيداً. والآن ألا
توافقون معي على أن الزعامة العربية والقيادة العربية تدعو الى
الشفقة والعطف فهي في أحسن أحوالها يلحقها النقد واللاذع بعد
مماتها وفي أسوأ أحوالها تسحل في الشوارع العامة كما جرى في
انقلابات الستينيات من القرن الماضي في حين أن الحياة تبدأ
بعد الخروج منها لدى قوم آخرين وتبدأ مرحلة من التأمل والنقد
الذاتي والمشاركة في الحياة العامة هذه المفارقة هي ما تجعل
أولئك يتقدمون برغم ظلمهم السياسي في بعض الأحيان وهي ما
تجعل منا في الحضيض برغم صدق مطالبنا التاريخية ولكننا
نفشل دائماً في إعطاء النماذج والبراهين الدالة على هذا الصدق
وتلك الحقيقة .وبما أن لكل قاعدة استثناء وعلى أمل أن يكون
هذا الاستثناء هو القاعدة فيما يتعلق بهذا الخصوص بالذات
فإن "سوار الذهب وولد فال" دخلا التاريخ من أوسع ابوابه وكانت
السلطة بالنسبة لهما وسيلة لحياة أفضل( ويكفيهما احترام
المواطن العربى لهم طواعية دونما خوف أو زجر) ولم تكن أبدا
هي الحياة كما يبدو لغيرهما.

هناك 5 تعليقات:

  1. للأسف لا أشعر بالتعاطف أو الشفقة مع الحاكم المستبد عندما يخرج من السلطة، فكيف أسامح رئيس كمبارك أساء لشعبه ثلاثين عاما..؟؟ أما سر خلودهم بالسلطة ذلك إنها تمنحهم التضخم و البطانة التي تمنعهم حتى و لو أرادوا التنحي لأنها تعتاش عليهم. لقد أثرت مواجعنا بموضوعك يا أستاذ و بهذه المواضيع تثار العقول للتفكير، شكرا

    قطري بأمريكا

    ردحذف
  2. أحيانا التعاطف مع الرؤوساء و الزعماء عند معظم الناس،يشبه أن لك أب سكير فاسق ماجن مقامر..به كل الموبقات، لكن نهاية المطاف يبقى أبوك و لا تريده ان يتبهدل.

    إسقاط الحاكم المستبد و محاكمته محاكمة عادلة لا يستوجب التعاطف، لكني أفهم شفقة الكاتب في مطلع المقال كبداية ساخرة.. و لا أعتقده يتعاطف فعلا مع رئيس فاسد يغادر كرسيه. إذ لطالما دعا-الأستاذ الخاطر- إلى صدمة تاريخية تفك الارتباط المرضي بين العقل العربي و الكرسي. و لا أعتقد اننا شهدنا أو خبرنا كتلك الصدمات التي نعيشها مع مصر.

    ردحذف
  3. تعرف ايه اللي جابنا ورا ؟ ما عندنا تقدير لذواتنا تعرف هالمستبد اشعمل واشقادر على عمله ؟ قادر ووده يهرس عظم الشعب باحشائه وما عنده ذره تردد وكان من الاولى للثوره والثوار ان يطالبوا براسه من اول لحظه وان يزحفوا الى القصر الرئاسي قبل ان يتحوط ويؤمن له تعرفون شاوشييشكو كيف حاكموه ؟ حاكموه في ربع ساعه واعدموه خارج المحكمه اللي كانت غرفه عاديه وهوذاهل وما يعرف اشسالفه هذا هو التصرف العملي

    ردحذف
  4. كلامه سليم الاخ غير معرف اعلاه .. ترى مقيولة : اقطع عرق وسيح دم
    شف يوم خلوه ايام انتعش وانتفش وعين عمر سليمان ليخلفه هل علمتم بعد من هو عمر سليمان ؟ مهوب رجل استخبارات بس الا عراب التطبيع والعلاقات مع اسرائيل . لماذا نفتقد الحزم ؟ لماذا نحن لجلادينا ؟ يا خيــــــــــــــــــبتاه

    ردحذف
  5. كومونة مصر.........

    ردحذف