السبت، 9 أبريل 2011

أشكالية الخطاب الدينى وربيع العرب



هناك فرق بين الدين والخطاب الدينى, الدين جوهر والخطاب الدينى رؤيه, الربيع العربى الساخن لايخرج عن الدين  فى مجمله حيث هو  ثوره على الظلم والاستبداد والاذلال وسرقة المال العام, ولكنه قد يخرج   كخطاب  دينى   , حيث هو تعبير عن شق الصف  والخروج على السلطان والسقوط فى الفتنه وجر الأمه الى التنازع والشقاق. وهو أمر تكرر ويتكرر كثيرا عند كل نازله تلم بالأمة وشعوبها. من يلاحظ خطب شيخنا القرضاوى الإسبوعيه وردود مشايخ الانظمه ذات الحدث  يجد أن الامه لاتقدم خطابا شاملا بقدر ما تقدم إعادة لتاريخها المجزء كخطاب ,فبينما يستخدم القرضاوى الدين كخطاب , يستخدم هؤلاء الخطاب الدينى للرد عليه,  ولكن هل يستقيم الوضع  كذلك دائما وهو إستخدام الدين كخطاب  وهل يمكن ذلك  , عندما تقترب النازله بمجتمع  الخطيب المعنى ذاته أو بالنظام المحتوى له وإذا كان القرضاوى قادرا اليوم فهل يستطيع غيره غدا عندما تنقلب الظروف, ومن يضمن عدم تحوله الى خطاب دينى مشفوع  بختم السلطه. شيوخ سوريا وغيرهم معذورون  طالما أن الدين فى عالمنا لايزال  أحد اعمدة السلطه  وطالما هناك  فى تراثنا وفقهنا ما يمكن الاستناد إليه بشكل أو بآخر  للتبرير.إشكالية الخطاب الدينى كونه يتبع السياسه وفى حالات أُخرى تتبعه السياسه لدى فرق إسلاميه أخرى"إيران مثالا" كلا المثالين لايمكن لهما إقامه دوله مدنيه , ربيع العرب , ربيع مدنى بإمتياز إشترك فيه الجميع من ملل وطوائف وأديان, رفعت فيه صور شتى من جيفارا الى عبد الناصر, الشعوب تبحث عن الحكم المدنى  بعيدا عن الدبابه  والرمز الدينى, تبحث عن التعايش , هويتها إسلاميه بإمتياز لاتريد أن يعكر صفوها خطاب لفئه دون أُخرى .  لازلت أعتقد جازما أن منبر الخطابه ليس للإستخدام السياسى , مثل هذا الامر يعطل المجتمع  ويلغى مدنيته بل ويفسد ظهور المجتمع المدنى فى داخله. ما يمارسه الخطباء اليوم إستلاب لوظيفة المجتمع المدنى بإمتياز وتعطيل لظهوره بتوافق مع السلطه  بوعى أو بغير وعى , المجتمع المدنى هو من يقرر خياراته, ويؤكد دعمه أو رفضه لأى حدث يقابله أو يواجهه المجتمع.   الخطاب المجتمعى المدنى هو الذى يجب أن يسود  فى إدارة الناس لشئؤنهم ومشاكلهم , نحن نوظف الدين خطأ ومن ثم نلجأ للمجتمعات المدنيه الغربيه بفتاوى دينيه لحل مشاكلنا  والتدخل وإالغاء الاخر تحت عنوان دينى كمواجهة الفرقه الباغيه وغيره من التسويغات, فلا ديننا يبقى ولا مانرقع. لم يعد الصراع طائفيا بل أصبح حتى داخل المذهب الواحد نتيجه  إدخال المنبر المقدس فى دهاليز وأسرار السياسه الوسخه التى لاتعرف القيم ولا الاعراف,لو كان تاريخنا نموذجا لما وصلنا الى هذا الحد من الهزال والانكشاف أمام العالم حتى  أصبحنا  مطمعا لكل ضال  يريد أن يسطر له التاريخ كتابا.

هناك تعليقان (2):

  1. يقول المثل ما يقدر الا على مريته يعني امرأته تصغيرا ولذلك صدقت ( عندما تقترب النازله بمجتمع الخطيب المعنى ذاته أو بالنظام المحتوى له ) لا يستطيع الخطيب الا على امالة الخطاب نحو الاخرين تخطئة وشماته ..ويغض الطرف عن ما اقرب واوجب ..ويريد من المصلين التأمين ؟ اقول : آااااامين

    ردحذف
  2. عرض البوطي (المعروف بتهدج صوته و انهمار دموعه .. لحظة الخشوع في معظم خطبه بخاصة الرمضانية) صورة مثالية في النفاق الديني السياسي. كما أعلن القرضاوي في وقت سابق "أن سوريا ليست للعلويين".و حسبنا أن نفهم أنها لطائفة أخرى من الأغلبية.

    يحتاج التخلص من الخطاب السياسي إلى فورات مدنية تضعهم في مكانهم المناسب بعيدا عن منبر السياسة الوسخة.

    ردحذف