الثلاثاء، 24 يناير 2012

المجلس القادم من صمت" أبو الهول" إلى فضاء التعبير عن الرأى




 فى محاوله لوضع  علامات  وإشارات لتحسين نتاج الانتخابات التشريعيه الاولى ما أمكن وذلك لأول مجلس شورى منتخب فى تاريخ الدوله, لابد من  إيضاح بعض النقاط الهامه المساعده فى تحقيق الأمل المنشود منها  قدر المستطاع  فلعل بصيص من الأمل يهتك سترا من أسترار التشاؤم والوجوم.

أ ولا:   يجب إظهار الدوله كمشروع مجتمعى يهم ويخص الجميع , وهى الطريقه الوحيده لإنتزاع  أطراف العمليه الإنتخابيه من مرجعياتهم الأولى سواء الطائفيه أو القبليه.

ثانيا :  العنايه بالطبقه الوسطى وتوسيعها  والمحافظه عليها من الاندثار, حيث لوحظ فى السنوات الاخيره تآكلها بشكل ملحوظ, وهى طبقة القيم  والاعتدال فى أى مجتمع وترتكز عليها أى عمليه ديمقراطيه لإمتلاكها  قدر من الرأى العام المستقل.
ثالثا:  أن يرتبط إنجاز الدوله بما يخدم العمليه الديمقراطيه بمعنى فى مجالات المجتمع التشابكيه وليست الفئويه وفى مقدمتها كما ذكرت دعم الطبقه الوسطى وتقويه مؤسسات الدوله المدنيه وخاصة القضاء المستقل والخدمات الاجتماعيه بما يحفظ كرامته واستقلالية رأيه.

رابعا: مجالس مابعد الربيع العربى المنتخبه فى تونس ومصر واليمن وقريبا ليبيا وسوريا  ستعيد تشكيل جهاز الدوله فى البلدان المذكوره  بدساتير جديده وسلطات رئاسيه تنفيذيه جديده , الدوله الخليجيه قائمه ولكن  إنجازها سيكون فى فك الارتباط وتداخل  السلطات فيما بينها, بما يكفل أفق أوسع ومساحه من الحركه أكبر للمجالس المنتخبه وفى مقدمتها مجلسنا القادم.

خامسا: المرشح الصامت لايساعد على تطور العمليه الديمقراطيه, لابد من  التشجيع على إبداء الرأى , مسؤولية وسائل الاعلام والصحافه فى الفتره القادمه هامه, ذهنية المنتخب هامه جدا لكى تُعرف  بعيدا عن المرجعيه الاولى, هناك ذهنيه قادره على  الاجتياز والتحول وهى المطلوبه وهناك ذهنيه متجمده حول الذات والافق الضيق, يفرزها الاعلام وتسليط الضوء قد لاتفوز أو لاتحقق نصرا فى حينه ولكن إبرازها ورعايتها وعدم المساس بها هو  طريق التحول والانتقال.

سادسا: قدرة تحمل الدوله لما فى داخل أحشائها من تناقضات طبيعيه واختلافات لوجهات النظر عامل مهم  لنجاح اى عمليه ديمقراطيه قادمه,  وجود الاختلافات دليل صحه, الشعارات المتشا بهه والتماثليه دليل مرض أو فراغ سياسى واجتماعى فبالتالى  لاضروره لأى عمليه ديمقراطيه فالناخب واحد والمرشح واحد. المجتمع المتشابهه غير موجود , ما يوجد هو  التظاهر بالتشابهه لظروف اجتماعيه تستدعيه بهتانا وظلما,  بينما يتخذ التعبير عن الرأى طريقا سلبيا الى  الاسفل بدلا من الاعلى  ولايخدم ذلك  لا المجتمع ولاتقدمه.  
 سابعا: كثير من الكلام خير منه صمت أبو الهول المزمن مالم يكن إبداء للرأى فى هذا الخصوص بالذات ولايتم ذلك الا بالشعور بالحريه والتشجيع   وبروح المجتمع  إبداء الرأى والدفاع عنه ثقافه لابد من غرسها,  وهوما نأمله  مستقبلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق