الثلاثاء، 22 مايو 2012

الاسلام أسمى من أن يكون حلا يفرق الأمة



 شعارنا المرفوع "الاسلام هو الحل" يقابله شعار يرفعه الاخر " الاسلام هو المشكله, الحل دائما ما يكون جزءا من المشكله أو من تصورها كالدواء والمرض ,هذه النظره الاختزاليه الضيقه,تقلل من فهمنا للأديان بماهي وسيله للتعايش الانساني "  , الاسلام ليس مشكله وبالتالي لايمثل حلا لمشكله لم يصنعها .عندما جاء الاسلام لم يكن العرب يعانوا من مشكله, وإلا كانوا قد تلهفوا على قبوله كحل وعلاج لمشاكلهم, ولم يتصدوا له ولرسوله, عندما نتكلم عنه كحل نفتح الصندوق , صندوق التفاصيل والتأويلات والتفاسير وهوصندوق تاريخي , بينما الحل دائما مساله اجرائيه عمليه لمشكله أو مشاكل اصبحت واضحه, الحل لايأتى بشكل مطلق حتى قبل  وجود المشكله  وإجراءات الحل  ذاتها  جزئيه وتراعى الفروقات والاوضاع والظروف, وتستفيد كذلك من كل مشارب المجتمع التقليديه كالعادات والتقاليد والعُرف وما إلى ذلك, كما ان المشكله أيضا لاتكون فى تبنى  عقيده ما وانما فى محاولة فرضها على الآخر, فعندما يتكلم الآخرون على أن الاسلام هو المشكله لايدركون  ان المشكله  ربما هى فى المسلمين وليس فى الاسلام.   , الحل لمشاكل المجتمع والشعوب حل مدنى دستورى  يقوم على التراض والقبول وإن استقى مرجعياته من  العقيده او من الدين, الاختلاف بين المرجعيه وظاهرية النص  كبير, عندما نقول بأن الاسلام هو الحل نتكلم هنا  عنه كنص  وليس كمرجعيه  لبعض النصوص القانونيه والدستوريه, حيث  أنه حلا مع حلول أخرى. تتكلم الآن بعض الاحزاب الاسلاميه عن إعتماد الاسلام كمرجعيه لها  فى حال فوزها فى الانتخابات بُعيد ثورات الربيع العربى  ومابين الحين والآخر  ينبرى بعض زعماءها وقادتها  بدغدغة مشاعر الناخبين وعواطفهم بالوعد بتطبيق  نصوص الشريعه فيبدأ الخوف فى المجتمع  المؤلف من مجموعة اديان وعقائد , المرجعيه الاسلاميه هى من إحتضنت  الملل والنحَل فى السابق, الاسلام كمرجعيه هو  من أسس لصحيفة المدينه وتعايش الاديان فيها, نسىء كثيرا للإسلام عندما نحوله فقط إلى نص واحد  وهو يحتمل فهما لكل عصر وزمان . عندما يتحدث غربيون مثل برنارد لويس عن ان المشكله فى الاسلام ذاته, نحن لعبنا دورا كبير كمسلمين فى تبلور مثل هذا التصور لديه ولدى غيره من المؤرخين والمفكرين الغربيين,بالطبع  هناك من يسمو بالاسلام والاسلام يسمو به إلا ان فشلنا الحياتى التنموى التطورى الحداثى جعل من اليأس الصوت الاعلى والأقوى لمن يمتشق النص مجردا  ويبدأُ بالأقربون ويتبعهم بالآخرون معتبرا فهمه الخلاصى هو الحل, الاسلام أسمى من أن يكون حلا يخطفه فصيل عن آخر أو تدعيه طائفة لتقتل أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق