الاثنين، 13 أكتوبر 2014

" الشخصيه القطريه , "بدونة" العلاقه أم تحضر الثقافه؟



الشخصيه القطريه من التفاعل الى الانكماش
التفاعل الذي أفرزه نمط العلاقات الافقيه في المجتمع القطري السائد في فترتي الستينيات بدأ بالانكماش مع التركيز أكثر على المصلحه الفرديه على حساب المصلحه العامه نتيجة لنمط العلاقه الرأسيه الزبائنيه التي بدأت تصبح نمطا سائدا في المجتمع القطري إلا فيما ندر. وهي مؤشر"بداوه اكثر منه مؤشر"تحضر" رغم ماوفره هذا النمط من العلاقات من اشياء ماديه وكماليات , وفي إعتقادي أن إقتصاد"الريع" القائم على التوزيع لم يزد المجتمع القطري حضاره بقدر ما "بدوًن " الحضر فتحول الحضر نتيجه للريع وعلاقاته ثقافيا الى "بدو" وهو ما اسميته في مقال قديم لي بظاهرة"الفداوي المعاصر" أستثني من ذلك التجار والملاك الكبار الذي كان لهم قدر من الاستقلاليه الاقتصاديه , إلا أنهم سياسيا لامناص أمامهم من التعامل الرأسي مع السلطه , كان لابد لهم من العلاقه الزبائنيه لاستمرار مكانتهم ونفوذهم.أكثر المتضررين من تغير نمط العلاقات الاجتماعيه كانت هي العوائل والأسر القطريه الحضريه , لأنها تاريخيا كانت تعتمد اساسا على العلاقات الأفقيه الى حد كبير مع الشيوخ وافراد الاسره الحاكمه, سوى العلاقه مع الحاكم التي كانت بالضروره رأسيه الى حد ما , وكان كبار رجالات قطر يتناقشون في مجلس الحاكم حول أوضاعهم وهويستمع ويبادلهم الرأي والمشوره, ولم تكن العلاقه رأسيه واضحه الا مع رجال الباديه الذي يعملون عند الشيوخ "الفداويه " أو الخويا" والخوي قد يكون أحد المقربين المحظيين عند الشيخ أو عند الحاكم لذلك هو أعلى مرتبة إجتماعية من الفداوي. لذلك قل التفاعل الاجتماعي الافقي بينهم بينما إزداد رأسيا مع الشيوخ واصحاب السلطه . في تاريخ قطر سنجد العديد من رجالات قطر ممن وقفوا مع المؤسس الشيخ جاسم بن محمد منذ تاسيس الإماره , فالشخصيه القطريه إمتازت أساسا بمحليتها وإرتباطها بالأرض وتاريخها الوطني كان دائما إيثاريا لم تضع في ذهنها المستقبل وموازناته وتوافقاته بقدر ما كان همها الارض والمحافظة عليها ودرء الاخطار عنها ,و فيما عدا تأثرها بالمد القومي الناصري في الخمسينيات وبداية الستينيات و وجود طبقه عماليه انتاجيه مواطنه التي كان لها تأثير واضح في تبني الشعار الوطني والقومي والقيام باضرابات ومظاهرات في ذلك الوقت, لم يعرف عن الشخصيه القطريه تاريخا نضاليا ايديولوجي الطابع, والدليل على ذلك أنه بعد تراجع المد القومي الناصري , عاد الجميع الى التعامل مع الوضع كماهو والسلطه كماهي , بمن فيهم من تزعم تلك المرحله بل أصبح بعضهم من اصحاب الحظوه . دليلا على انها مجرد حاله"نضاليه". وليست طبيعه نضاليه راديكاليه.
مجتمع متجدد لكنه ليس جديد:
المجتمع القطري يتجدد خاصة في عقلية الاخرين بشكل ملفت للنظر , لكنه في الحقيقة ليس بجديد, لأن الجديد تأتي به العقليه الجديده, و لايمكن ايجاد عقليه جديده , والمواطن يعاني من الوعي "الشقي" الذي يعني الشعور المتناقض بإمتلاك الشىء وبإفتقاده في آن واحد, أن تكون مواطن ولست مواطن في الوقت نفسه, أن تكون مالكا ومملوكا في نفس الوقت, فمجتمعنا يتجدد شكليا , وليس بنيويا , و والتجديد الشكلي إحتاج الى عماله , وعمليه استيطان كبيره باهظة التكلفه اجتماعيا, فلم يعد نمط العلاقات الرأسيه وحده مع السلطه هو المعضل الوحيد ولكن العلاقات الاجتماعيه مع الوافد الجديد بثقافته ودينه وراديكاليته , وصعوبة الاتصال والتواصل بين مكونات المجتمع كما كان في السابق , جعلت من الانكماش وسيله وحيده أمام أهل قطر , أهل الفرجان , والمناطق القطريه المعروفه كالبدع والرميله والريان ووادي السيل للحفاظ على خصوصيتهم , فيما ظهرت مناطق جديده لتجمعات سكانيه عربيه جديده من المستوطنين والمجنسين كمنطقة الحضارمه , والمشاف وغيرهما, واستيطان لاخرين في جزء من الخريطيات والخيسه والسيليه والشحانيه, ولكن الذاكره القطريه أكثر شقاء من الجسد ذاته , وأنا شخصيا , اعاني من شقاء الذاكره يوميا حينما أمر في ماتبقى من أطراف الريان القديم وهو محاط بسور مرتفع وتعود بي الذكرى لأناس أقاموا هنا و قد رحلوا فأردد هذه سنة الله في خلقه , لكن ان يرحل المكان فهذه مفارقه تشقى بها الذاكره , واعتقد ان اهل البدع والرميله ووادي السيل وغيرهم من المناطق القديمه يعانون مثلي أو بعضهم على الاقل من هذا الشقاء المقيم ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق