الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

"حول الإنسان وذاكرة المكان" مكانة المرأه


لم يكن يخلو برنامج الوالد رحمه الله في الاعياد وفي المناسبات من زيارة بعض الشخصيات النسائيه سواء كان ذلك في الريان أو في ضواحي الريان أ وفي الدوحه التي نرتبط بها كعائله بصلة رحم أو بعلاقة مميزه نظرا لتأثيرها الايجابي في المجتمع, كان هناك من النساء اللاتي كن يمثلن مصدر توازن ورحمه وتآلف لافراد المجتمع المحيط بهن. وأذكر أنه في احد الاعياد وكنت برفقة الوالد في زيارة الشيخه نائلة بنت جاسم بن محمد" المؤسس" وكنا نَهُم بالدخول للسلام عليها ,فإذا بالشيخ على بن سعود ال ثاني الشاعر المعروف رحمه الله وقد تصادف وجوده معنا يسرع بالسلام عليها , فإذا بها تقول له" أرجع لاتسبق أبوك" وتعني والدي الذي يكبره سنا , فتراجع رحمه الله لإتاحه الفرصه لوالدي للسلام عليها أولا , والجدير بالذكر أن الشيخه نائله هي زوجة الشيخ خليفه بن أحمد ال ثاني رحمه الله, ووالدة الشيخ علي بن خليفه أطال الله في عمره, وشقيقة الشيخه سبيكه بنت جاسم "جدة" والدي رحمهم الله جميعا.نُقشت هذه العبارة في ذاكرتي نقشا دليلا على اخلاقيات جيل , لم يتاثر بالماده ولا بالمنصب ولا بالجاه , بقدر ما إلتزم بالسلوكيات والاخلاق الفطريه السليمه التي يحث عليها الدين.
هناك مثال عظيم آخر لأمراة أجمع اهل قطر جميعا على محبتها وإحترامها وزيارتها, إنها الشيخه ساره بنت محمد بن جاسم" والدة الشيخ خالد بن حمد ال ثاني أطال الله في عمره, لم يخلو بيت من بيوت الريان من علاقة وصل معها بشكل من الاشكال و يزورها الجميع النساء والرجال , فتسمع" الحفوه" وهي السؤال عن الحال وعن الصغير والكبير, وتجد الكرامه , و العود الطيب"الدخون" ,نجد عندها جميع الطبقات في المجتمع ومن كل المناطق حتى أصبح الداخل للسلام عليها يسلم على الخارج , وكانت والدتي تحرص دائما على زيارتها وترتبط معها بعلاقة انسانيه تفتقدها الحياه الاجتماعيه اليوم , السؤال المتكرر , المشاركه , التواصل , لقد كانت تسأل عن الضعيف قبل القوي وعن المريض قبل الصحيح وعن المحتاج قبل المكتفي كم نحن بحاجة اليوم لنموذج الشيخه ساره"أم خالد" رحمها الله وأفسح لها الجنان.
أيضا لايمكن إلا أن أذكر نموذجا لأمراة أخرى من أهل الريان وقد لمست انسانيتها لمسا عندما كنت طفلا صغيرا أقضى أوقاتا مع أطفال وشباب تلك المرحله في قصر الشيخ عبدالله بن جاسم أنها الشيخه "شيخه بنت سعود بن عبدالرحمن ال ثاني زوجة الشيخ جاسم بن على بن عبدالله الذي سكن جلعة جده عبدالله من بعده, كنا نهرع الى القصر عندما نسمع أن الشيوخ قد عادوا من السفر, وكانت رحمها الله توزع"الصوغه" "الهدايا" على أطفال الفريج بشكل طابور وتأخذ من الصندوق بجانبها وتعطى كل طفل حسب حظه , ولما أتى دوري سألتني عن أسمي فذكرته لها وكان في يدها غترة وعقال كهديه فارجعتهما الى الصندوق واعطتني رشاشا بدلهما وقالت لا انت تستاهل هذا" " وقد ذكر أحد الاخوه من ذلك الجيل أنها مرة وبخت أحد أبنائها لما علمت أنه قد أهان أحد الاطفال قائلة له"إذاكنت ولد شيوخ فهم أولاد شيوخ مثلك. أين منا هذه النماذج. اليوم؟
نموذج آخر لسيدة من المجتمع القطري , قدمت مثلا لطبيعة الشعب القطرى وتحابه وعطفه على بعضه البعض إنها السيده "ظبيه بنت يوسف السليطي" والدة ثامر بن على آل ابراهيم مدير بلدية الريان السابق وعضو مجلس الشورى السابق رحمه الله, فحين قدمت والدتي رحمها الله بعد زواجها من والدي الى الريان حيث كانت تعيش قبل ذلك في البدع مع عائلتها فهي إبنة تركي السبيعي والد الشيخ عبدالله بن تركي وإخوته ثواب ومحمد واحمد وناصر رحمهم الله جميعا, لم تكن تعرف أحدا من اهل الريان وتنقصها الخبره في كثير من الامور , فتلقفتها الوالده ظبيه بكل حنان ودفء مشاعر , وكانت تزورها باستمرار وفي حالة مرض أحدنا كانت تأتي للمساعده والعلاج , وكان والدي في ذلك الوقت كثير السفر للقنص واحيانا لجلب الطيور من فارس, فلم تجد والدتي مسليا مثل هذه السيدة العظيمه,التي كان يوم وفاتها يوما حزينا لنا جميعا ومشى القوم بجنازتها من منزل ولدها ثامر رحمه الله الى مقبرة الريان القديم وهي مسافة ليست بالقصيره,مشيا على الاقدام توخيا للأجر واعترافا بفضل هذه السيدة العظيمه كانت والدتي تعترف بفضل تلك المرأه العظيمة عليها كلما جاءت مناسبه أو ذُكر إسمها , لقد كانت أما لي ولجميع إخواني وأخواتي.
, كما اذكر الشيخه فاطمة بنت عيسى ال ثاني "والدة الشيخ سلطان" بن حسن الثاني رحمه الله فقد كنا نزورها فى الاعياد برفقة الوالد ولانخرج من طاولتها الممتلئه من كل انواع واصناف الحلويات والمكسرات إلا وقد ملئنا منها الجيوب.
أفسحت الثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت مجالا كبيرا لدور المرأة الاجتماعي ,واهميته في ترابط اهل المنطقه وسكانها , فقد كن يدفعن باولادهن لمزيد من الترابط مع الاخرين ومزيد من التواصل معهم على أسس تقوم على الخلق والانسانيه , الامثله كثيره على مكانة المرأه ودورها في تلك المرحله , وأكثر ما يمكن ملاحظته دليلا على ذلك هو النمو المتوازن للمجتمع في تلك الفتره بحيث لم يكن من السهل إختراقه اجتماعيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق