الخميس، 30 أكتوبر 2014

"حول الإنسان وذاكرة المكان" جيلنا ومجلتا"ميكي" و"سمير"



قد يعجب هذا الجيل عندما يعلم أن مجلتا"ميكي" وسمير" شكلتا جزءا هاما من وعي شباب منتصف الستينيات,تلك الشخصتين اللتان انتجهما خيال " والت ديزني" وتولت دار الهلال على ما اعتقد ترجمتهما عربيا وهي الدار التي انشاها جورجي زيدان الاديب العربي المسيحي الديانه,الذي كان يفتخر بأنه إسلامي الهويه, كما أضافت الدار في ترجمتها الى المجلتين ابعادا ثقافيه كثيره وحملت هاتين الشخصتين البسيطتين حمولة ثقافيه من خلال الحوار والقصه, كنت أقرأ في مجلة" ميكي" عمود "فكره" لمصطفى أمين وأتابع الدوري الكروي المصري من خلالهما كذلك, بالإضافه الى مجلتي المصور" وآخر ساعه" السياسيتان., تابعت كاس العالم عام 66 حيث لاارسال تلفزيوني ولاحتى إذاعي عن طريق هذه المجلات , اشتريها جميعا , واجلس افتش عن اخبار كاس العالم ونتائجه, ثم ظهرت مجلة"سوبرمان" وصراع الخير والشر ومترجمة عربيا لنعيش مغامرات سوبرمان في ملاحقة اشرار هذا الكوكب وهو المخلوق الآتي من كوكب آخر . مكتبة العروبه في شارع عبدالله بن ثاني , هي المكان الذي لازلت أذكره عندما لااجد مجلة متوفره في إحدى البقالات أو الدكاكين التي تبيع فيما تبيع عددا محدودا من المجلات ,عرفت النادي الاهلي ونادي الزمالك ونجومهما , مثل رفعت الفناجيلي وصالح سليم والشيخ طه ويكن وحماده إمام, اثرت الهزيمه كذلك على هاتين المجلتين , لانهما كانتا مشروعا ثقافيا رغم اسميهما وشخصياتهما الطفوليه فظهرتا بشكل آخر مكتئب , لتظهر بعدهما المجلات وقد غلبت عليها الطابع الايديولوجي الحاد ورائحة اخرى غير تلك التي كانت سائده. قرات لفكري أباظه شيخ الصحفيين المصريين في أحدى هذه المجلات واعتقد انها "المصور" كما كانت احدى مجلات الاطفال تنشر له واعتقد انها مجلة "ميكي" كذلك , أما اول كتاب وقع تحت بصري في تلك الأيام هو كتاب "الاسلام في وجه الزحف الاحمر " للشيخ محمد الغزالي رحمه الله, وكتاب آخر له هو "من هنا نعلم " ردا على كتاب خالد محمد خالد"من هنا نبدأ " الذي دعا فيه للدوله المدنيه, وكذلك مذكرات أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينيه وهي مجلدات تحت إسم "حوار وأسرار مع الرؤساء والملوك العرب" واحضره لي أخي الكبير خالد حفظه الله, كنت ولازلت أكن للشيخ محمد الغزالي كل إحترام والتقدير كمفكر إسلامي رغم إمتعاضي الشديد مما بدر منه كما قرات في إباحته لدم المفكر "فرج فوده" الذي حاوره وناظره على الهواء, لذلك كنت ولاأزال أعتقد أن العقائد لاتحتاج الى مناظرات ولا محاولات إقناع إنها حاله إيمانيه علينا فقط أن نحترمها ونحترم صاحبها., كانت مجلتي "ميكي" و"سمير" تنتهج مثل هذا النهج الانساني , لذلك كان محتواهما إنساني , تجد فكرة"مصطفى أمين الى جانب اخبار النادي الأهلي, الى فتاوي الشيخ شلتوت أو المراغي كإجابه على أسئلة احد القراء.وهي تصدر من دار نشر اسسها مسيحي عربي , هذه هي الثقافه التي نفتقدها اليوم , ثقافة العروبه الجامعه والعقيده المتسامحه والهويه الاسلاميه التي يفتخر المسيحيون العرب بالإنتماء إليها , هكذا كان الانسان العربي فوق الطائفيه, وهكذا كانت الأرض فوق التقسيم بتتكلم عربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق