السبت، 1 نوفمبر 2014

"حول الانسان وذاكرة "المكان "سفراء الزمن الجميل


أربعة سفراء تركوا إنطباعا واضحا في ذهنية المتابع لنشاط وزارة الخارجيه القطريه في الزمن الجميل,ليس هذا انطباعا خاصا بي , بقدر ماهو حصيلة وقت طويل من تلمس لآراء الوسط الاجتماعي, فثمة رأيا وجدته يقترب الى حد ما ,من الاجماع على أنهم تركوا بصمه واضحه , يمكن ان تكون استنارة لجيل الدبلوماسيين والسفراء الجدد, فالسفير في العرف الدبلوماسي مدرسه , لازلت أذكر قوة شخصية على بن سلطان العلي المعاضيد أول سفير لقطر في مصر, عندما ذهبت للدراسة فيها, وكان شقيقي عبدالله قنصلا في نفس السفاره, واذكر أننا كنا نجتمع , في منزله القريب من السفاره غير مره في الليل نلعب الورق"الزنجفه" ,كان بسيطا , لم يكن متعاليا , وهذه حاله خاصه , فطالما رايت سفراء يظهرون القوه في شكل "تعال" حتى على المواطن , الأمر الذي أعتقد أنه ضعف أو عقدة نقص , كما كان متعه الله بالصحه مرحا"غشمريا" رغم صلابته في العمل وحدة لسانه. وأيضا لم تزل كلمات الثناء للشيخ احمد بن سيف ال ثاني اول سفير لقطر في المملكه المتحده تعاود سمعي بين حين وآخر سواء من مقربين أو من عموم المرضى القطريين وغيرهم , لما يبديه شخصيا لهم من مساعده ومبادره كان يكفي ان يقوم بها أي موظف آخر في السفاره,اما الثالث, فقد سمعت عن قدرته في نسج العلاقات وتمهيد السبل لإقامة علاقه خاصه لقطر مع الدوله المضيفه ألا وهو السيد عبدالله الجيده سفيرقطر الأسبق في المملكة المغربيه, وقد إحتفظ لنفسه بعلاقه خاصه مع ملك المغرب الراحل الحسن الثاني , وبخط مباشر معه أو مع ديوانه , ومثل هذا العمل في العرف الدبلوماسي يعتبر إنجاز, و قد ذكر لي العديد من الدبلوماسيين والمختصين صعوبة حدوث مثل ذلك في بلد بروتوكولي حتى النخاع في مثل المغرب كطلبه من جامعة قطر في بداية الثمانينيات من القرن الماض , بدا خلالها متحدثا لبقا أما الرابع فهو الرائع شريده بن سعد الكعبي "بوسعد"سفير قطر في بريطانيا في حقبة الثمانينات, فهو السفير الانسان , الذي يحرص على زيارة المرضى بشكل دائم, ويمتلك في الصفاء النفسي وطولة البال الكثير , وأذكر أن أحد الاصدقاء الذي كان مرافقا لوالده المريض لم يكن حريضا على زيارته في المستشفى والجلوس عنده وهو المرافق الوحيد له أثناء مرضه وغربته, فلما علم السفير بذلك أرسل مندوبا من جانبه , دخل علينا الفندق ذاكرا إسمه , طالبا منه مرافقته الى سعادة السفير الذي يطلبه على عجل , فإذا به يعطيه درسا عن واجبه نحو أبيه ووالديه , ليعود إلى متفاجئا من تدخل السفير شخصيا بالرغم من وجود مكتب وملحق طبي , وأذكر أنني جئت مرافقا مع نسيبي المرحوم عبدالله بن محمد الخاطر الى لندن , واتصلت به مساء ذلك اليوم لأسأله عن الترتيبات حيث كان سفرنا مستعجلا لم يكن يعرفني في ذلك الوقت , فإذا به في اليوم التالي يزورنا في مستشفى بعيد صغير وكئيب في اطراف لندن ,سفراء الزمن الجميل كانوا سفراء دولة الرعايه الاجتماعيه , سفراء الإنسان القطري , لذلك كان إختيارهم اكثر دقة من إختيار سفراء اليوم , معظمهم أو كلهم كانوا اشخاصا ناجحين قبل إلتحاقهم بالخارجيه , لايعني أنه لم يكن هناك غيرهم , بالطبع لا , هناك العديد , لكن هؤلاء تركوا بصمه, فقوة على بن سلطان التي لم تكن تجبرا ولاتكبرا, ولطافة "الشيخ "السفير أحمد بن سيف التي لم تكن ضعفا , ودبلوماسية عبدالله الجيده التي لم تؤثر على كرمه, وإنسانية شريده الكعبي التي طغت على تلك الفتره من تاريخ سفارة قطر في لندن حتى سميت ب"زمن شريده الكعبي" لم تكن على حساب عمله وانجازه ,كل هذه الخصائص الجميله لم تكن وليدة معهد أو مدرسه , فالمدارس والجامعات موجوده ولاتزال , ولكنها كانت حصيلة مجتمع متحاب يرى في المنصب تكليف وليس تشريف, وفي خدمة المواطن واجب وليس فضل , كان زمنا جميلا في كل شيء, يالهفا أين أختفى و غاب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق