الأحد، 12 أبريل 2015

"أرب آيدول"......الرأسماليه حين تقف على رأسها



"فنان العرب" "شاعر المليون" "مذيع العرب " آيدول العرب" وغيرها كثير هناك ممثلة العرب ايضا .ومسميات كثيره الا أنها تحمل ثقافتنا ليس الى الانفتاح بقدر ما تدفعها للتقوقع , هيئة التحكيم في هذه البرامج يمثلون السلطه العربيه في أدنى مستوياتها , فهم يحاولون دائما جذب الانظار ويتشاجرون كثيرا فيما بينهم , ويتبارون في عرض الازياء , ويتشاتمون بعد ذلك في الصحف والمجلات لينشغل الرأي العام بمجتمع"استعراض " أفرزته الرأسماليه للترفيه بعد أن وصلت المادية فيها الى درجة تفريغ الانسان من الروح. ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها:
أولا:في الغرب نسق المجتمع مفتوح دائما للتجدد , فهذه البرامج تعبر عن تجديد دائما وليس تقليد فقط, بينما هي عندنا تقليد لايسمح فيه بالتجديد.
ثانيا: مسابقات الشعر "النبطي" مثلا كشاعر المليون لاتخرج اغراضه عن اغراض الشعر السائد في العصور الماضيه التي اورثتنا ثقافتنا المتصلبه , من مدح وذم ومدح السلطان أو الامير, كم شاعر من هؤلاء القى قصيده في فهم الوجود مثلا , كم شاعر من هؤلاء تكلم عن نظرته للحياه وللوجود من هؤلاء , ربما لاأحد أو ربما قصيده أوقصيدتين.
ثالثا: برنامج أمير الشعراء كذلك لم يقدم غرضا جديدا للشعر يتناسب مع العصر ويجعل من الشعر انفتاح على أفق جديد ومعان جديده, كله او معظمه تقليد لما سبق من الشعر والشعراء.ينبغي من الشعر أن يفتح آفاقا جديده خاصة لنا لأننا أمة شعر, ينبغي له ان يكسر النمطيه والتكرار. مع اعترافي بصعوبة ذلك لأن كسر النسق الثقافي السائد في مجتمعاتنا يعني الكفر والمروق, حتى وان كان هذا النسق ثقافيا وليس دينيا لكنه ملتبس بالدين أو ألبسته السلطة ثياب الدين.
رابعا:بالنسبه لبرامج الغناء والتقليد مثل "اراب آيدول" وفنان العرب وغيرهما كثر , هي قتل للمواهب المطلقه أكثر منها صقل, معظم الفنانين العرب فشلوا أمام لجان التحكيم , وعندما اطلقوا العنان لانفسهم خارج هذه اللجان نجحوا نجاحا باهرا. من خلال تعليقات بعض أعضاء اللجان التحكيميه الغير مسؤوله قد تُقتل الموهبه .
خامسا: هيئة التحكيم في هذه البرامج مشكله حقيقيه وهي مشكلة الوعي بالسلطه داخل مجتمعاتنا المقهوره, والصراع عليها , فيصبح المشترك أمام انواع من السلطه متفاوته تبحث عن شعورها بثقتها وتتمثل في وعيها السلطه السياسيه التي تعايشها وربما عانت منها, لاحظنا ذلك في برنامج شاعر المليون الاول حتى ادرك المسؤولين ذلك فقلصوا عدد هيئة التحكيم , حتى يبدو التخصص ظاهرا أكثر من الصفات الاخرى في المحكم.
سادسا:لايمكن خلق عبدالوهاب جديد أو أم كلثوم جديده أو نجاة اخرى أو فيروز أخرى....الخ لكن يمكن خلق ثقافه غنائيه جديده ومستمع جديد يحاكي العصر , ما ينقصنا على أظن ثقافة الموسيقى والاستماع للموسيقى أكثر من الاستماع للغناء , الغناء نوع من الثقافه الموسيقيه المؤدلجه فهي قد تسقط صريعة للايديولوجيا او تستلب سياسياو لكن الاستماع للموسيقى فقط , حالة بين المرء وذاته ,هناك قطع موسيقيه عربيه كثيره لكبار الموسيقيين العرب لكنها كثقافه شبه مهجوره.
سابعا:في السابق كانت هناك لجان ولاتزال , لكنها بعيده عن العرض التلفزيوني والاستهلاك الاعلامي , لذلك كانت نتائجها جيده ومشجعه وصادقه , فقد فشل بليغ حمدي للتقدم كمطرب ونُصح بالاتجاه للتلحين وكذلك محمد الموجي , لو أنهم في عصر"الاستعراض التلفزيوني " الحالي لصدمتهم الميديا" ولما استمروا , الفنان السعودي الكبير"فوزي محسون" سقط في الاختبار الاول كمطرب أمام اللجنه , ولو أنه أمام لجنة الاستعراض التي نشاهدها حاليا في برامجنا لأنزوى متأثرا اوتعثرت بدايته.
ثامنا:جميع هذه البرامج فكرتها مستورده من المجتمعات الاخرى وبالاخص المجتمعات الغربيه الرأسماليه التي تقدم الترفيه ليس لتأكيد ماهو قائم بقدر ماهو تجديد وانفتاح لما هو قادم, وهي امتداد لافلام غزو الفضاء والخيال , فلاتعجب من مذيع ترفيهي يستضيف رئيس الولايات المتحده ويبدأ بالحديث معه وكأنه ضيف عادي وبالمزاح والضحك ويقطع البرامج لاعلان تلفزيوني ثم يعود, فالرئيس هنا منتج لثقافه وليس صانع لثقافه اوامتداد لثقافه ماضويه كما هو لدينا , لذلك تاتي هذه البرامج كتجديد وتطوير مستمر , بينما نحن مجتمعات ليست رأسماليه وانما لافرازات الراسماليه الاستهلاكيه مع بنيه صلده قروسطيه .
تاسعا:للداله على الخلط الواضح وعدم اتساق هذه البرامج مع بنية المجتمع ولسيطرة بنية وثقافةالمجتمع التسلطيه على هذه البرامج مما افقدها هدفها التي كانت تحققه في الغرب, الشجار الذي تم بين المطربه"أحلام" والمطرب"راغب علامه" حين قال أن الله لم يخلق صوتا أفضل من صوت فيروز" فأنبرت له أحلام مدافعة عن "الله" اليس هذا بالضبط ما يحدث هنا وهناك في عالمنا العربي سياسيا وحربيا وقتلا وسفكا.
عاشرأ: أعتقد ان الغرب استطاع تحويلنا لمجتمعات استعراض فالواقع لم يرتفع وبقي الاستعراض هو المهم وتركيزنا على الاستعراض يفقدنا الاحساس بواقعنا فنبدو كمن يحلم وعندما يستيقظ يلجأ الى"الفاليوم" ليعود مستغرقا في نومهمرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق