الخميس، 7 مايو 2015

مقاربات من أجل الوطن"الدور المطلوب من المجلسين في حدود الممكن "

<
أنتخابات المجلس البلدي على الابواب والمرشحون شباب قضى كلهم جل حياته في العلم والممارسه في جميع قطاعات الدوله, وقبلهم
كذلك اعضاء مجلس الشورى الحالي على اختلاف اعمارهم الا أنهم جميعا من ذوي الخبره والعلم والدرايه. السؤال هل المجلسين

بوضعيهما الحاليين استثمرا كل هذه الامكانيات ؟ أما كانا بشكليهما الحاليين إعاقة بيروقراطيه في سبيل هذه الاستفاده, لي هنا بعض


النقاط أود لو أذكرها.

أولا: تصور أن المجلسين وخاصة مجلس الشورى يتطلبان سلوكا وظهورا مختلفا عن السلوك والظهور الطبيعي , تصور مرتبط
بالذهنيه الريعيه وليس بالذهنيه العمليه , مرتبط كذلك بالسلطه وليس مرتبط بالمجتمع, حدثني أحد الاصدقاء من أن صديقه العزيز

عندما عُين عضوا في المجلس , رفض مرافقته لتناول الغداء او العشاء في المطعم الذي إعتادها الذهاب إليه.

ثانيا: على الرغم من أن المجلس البلدي منتخب بمعنى مساهمة المجتمع في إنجازه واضحه, إلا أن تصرف المرشحين قبل الانتخاب
تتخلف في معظمها بعد الانتخاب, بمعنى أن عملية الانتخاب نفسها لم تكن عملية ثقافيه ولم تكن ناشرة للوعي, لذلك لم يتحقق الاندماج

المجتمعي بعد عشرين سنة من التجربه الانتخابيه, أما مجلس الشورى فإن العلاقه مع المجتمع لاتتعرض البته لأية ضغوط مهما كانت

جانبيه , فهم مشاركون جيدون في المجتمع كضيوف شرف.


ثالثا: لاأنكر دور المجلسين داخل أروقة مبنيهما , فهم ممارسون جيدون لأدوارهم المنوطة بهم كما تنص لوائح المجلسين وقوانينهما.

لكن إتصالهم بالخارج ليس إتصالا ثقافيا بل هو إجتماعي رسمي في معظمه, مما يجعل المجلسين يمثلان وضعا يشبه المنزله بين
المنزلتين "المجتمع والحكومه"
رابعا:أعضاء المجلسان يخلطان بين الشخصيه الثقافيه للعضو والشخصيه الرسمية له كعضو, فكلما جاء تغيينا جديدا أو انتخابا جديدا

تقلصت مساحة الثقافه في المجتمع بقدر عدد المعينين أو المنتخبين لصالح ثقافة الاطار الرسمي الثابته.

خامسا:كذلك تختلط الرؤيه بين التعيين كإنتقاء وبين الاداء كواجب , فيضحى كثير بإداء الواجب لاجل عين الانتقاء, بينما على الجانب
الاخر يضحى بدور الناخب من أجل الفرصه المواتيه.

سادسا: يتعامل اعلامنا بإزدواجيه واضحه مع اعضاء المجلسين فبينما يفسح المجال لأعضاء المجلس كمرشحين لطرح رؤأءهم


وتصوراتهم و"برامجهم" كحالة يتيمة لاتتكرر, يستضيف بعض أعضاء مجلس الشورى السابقين , بعيدا عن ادوارهم المنوطه بهم ,
وهكذا تبقى التجربتان بكرا فهما "بيت زجاجي" لايتخلله هواء طلق .
سابعا: لايشكل المجلسان هما لا للمسؤول ولا للمواطن , وهذا أمر ظريف جدا , ولا ألقي المسؤولية كاملة على نظام المجلسان


وصلاحيتهما المحدوده فقط , ولكن في إعتقادي أن أعضاء المجلسين عندهم الامكانيه لتوجيه الرأي العام من خلال مبادرتهم الذاتيه أو




الجزء الثقافي من الشخصيه سواء بالكتابه أو بالنشر أو بطلب الاستضافه والتحدث من خلال البرامج التلفزيونيه



ثامنا: أعتقد أنه حان الاوآن ليخرج اعضاء المجلسين من اطار المبنى الى إطار المعنى, وجودهما , معنى أو يفترض ذلك ,
والمفترض من الاعلام اشراكهما بكثافه , ليس فقط في المناسبات الرسميه ولكن في برامج الرأي , لم نسمع رأيا لأعضاء مجلسنا

كأفراد يمثلون أنفسهم على الاقل حول المعاهده الامنيه الخليجيه, لم نسمع رأيا لمجلسنا كأفراد حول قضايا الأمة أو قضايا التنميه في

 البلاد, لم نسمع رأيا لمجلسنا حتى عن عاصفة" الحزم" في حين أن الجوار تقوده المجالس المعينه قبل المنتخبه توجيه الرأي العام
والقنوات الخليجيه كفيلة بإثبات ما أقول.
تاسعا: إذا كانت الوظيفه الرسميه ستقتل الحريه "الشخصيه" والرأي الشخصي" فنحن بصدد مجتمع من الدمى المتحركه إذن. لم تقل الحكومه ولا السلطه والحكام بذلك , آن الآوان للتخلص من فوبيا "المنصب " والاندماج في المجتمع بصوره شخصيه , طالما أن رأيك
لايمثل رأي المجلس أو المؤسسه التي تنتمي إليها, وآن الآوان لإعلامنا لإخراج ممثلي الشعب من كهفهم الرسمي الى فضاء

شخصياتهم الثقافيه وتجربتهم الحياتيه بشكل يجسد الانسان في رأي يحمله , ينتفع به المجتمع مقدرين تمام التقدير ضغوط المنصب


 ومحدوديته والتزاماته, بشكل لاتكون الاستضافه كما يقدمها لنا برنامج البرواز" الذي يستضيف عضو مجلس سابق ليسأله عن حياته


في الفريج ولايسأله عن تقييمه لدوره خلال عضويته , أو يستضيف سفير سابق ليساله عن "متى خذيت ليسن السياقه"



عاشرا: ليس العذر بنظام& المجلسين كافيا لاقناع  المراقب ,تجربة احداهما تعدت الاربعين عاما , والاخرى تناهز العشرين عاما , من المفترض

الآن تحولهما لنواة لمجتمع مدني من خلال المداوله والاندماج في المجتمع حتى من خلال وسائل الاتصال وطرح الافكار الجديده ,


أقترح على التلفزيون برنامجا اسبوعيا يستضيف فيه اعضاء مجلس الشورى حول آراءهم الشخصيه التي تبلور اتجاهاتهم& كبدايه وممارسة لدورهم المفترض& ;عن ماتشهده المنطقه وعن الحاله التنمويه التي تعايشها البلد&

;بشكل غير مسبوق , بدلا من تكثيف برامج على شاكلة "هكذا كنا فمتى نعود" هذا الفكر وهذه العقليه اشكالية في حد
ذاتها , لأنها لن نستطيع& أن تحقق العوده مطلقا ولا تجعل من الحاضر إمكانيه للإنطلاق لأنحيث أنها تنفيه في طريقها لتحقيق العوده المستحيله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق