الاثنين، 8 يونيو 2015

مقدمة مختصره لرمضان جديد


هناك ثلاثة محددات رئيسيه في حياتنا وتاريخنا , يقوم على فهمها فهما انسانيا مآل هذه الأمة ومستقبلها .هذه المحددات الثلاث تحولت عند الغير الى موضوع ينظر اليه من خارج الذات وليس من داخلها . النظر من داخل الذات يجعل من الذات مركز الفهم وامتلاكه , فيصبح ماهو في الخارج موضعا للتغيير فقط وليس موضوعا للإدراك والتبصر والاستفاده.
هذه المحددات هي أولا: النص "القران " بالذات . ثانيا: الطائفه . وثالثا:القبيله


أولا: النص "القران": ينطق به الرجال كما قال على بن أبي طالب كرم الله وجه, إذن فهمه جزء من البيئه المحيطة به عبر مروره بالزمن تبعا لخلوده وأزليته وحفظه الذي تكفل به الله عز وجل, لايمكن فهمه خارج إطار ذلك , لأنه موجه للبشر على إختلافهم واختلاف بيئاتهم,وبما أن البيئة والزمن في حالة سيلان مستمر وتغير دائم .الجزء البشري المكمل للنص الالهي الثابت هو الفهم الانساني له , لا النص الالهي الموحى به, الاشكاليه كما اراها هي في تعالمنا مع النص الالهي كإمتلاك وليس كفهم , الممتلك للشىء لايريد تفسيرا لإمتلاكه بقدر اهتمامه بامتلاكه والمحافظة عليه وكل ما يشعر به هو حالة الدفاع المستميته الى النهايه عنه. مجموع معارف وعلوم الزمن تدخل ضمن تفسيرات وتأويلات النص , استلاب النص للإنسان يفقده دوره الاساسي في الحياه وفي الوجود,وبالتالي يفقد النص ذاته دوره الاساسي في توجيه الانسان وارشاده في الكون , مظاهر الاستلاب "غياب الإراده المحدده لجوهر الانسان "هذه واضحة اليوم بشكل كبير في قتل المسلم للمسلم استرشادا بالنص وانتهاك الاعرا ض تفسيرا له كحالة إستلاب للإنسان , المطلوب إذن أن ينظر الانسان في النص ويتأمله ويدرك معانيه كما يدرك حاضره وظروفه , فالانطلاق في اعتقادي يبدأ من الواقع لفهم النص في سياقه , وليس الانطلاق من النص ذاته كحرف . تحول فهم الخطاب يبدأ من الخارج حيث تغير الظروف وتبدل الزمن لا من داخله , هنا تبدو قيمته وأزليته وإتساعه وبهذا الفهم كان العصر الاسلامي في أوجه وقمته.
ثانيا: الطائفه :أيضا الطائفه لايمكن التفكير من داخلها الا تحولت الى أداة استبداد وإقصاء , لابد من أن ينظر اليها من خارجها , حتى تبدو إحدى الطوائف وليست الطائفه الوحيده, وهذا الأمر كذلك مرتبط بالأمر الأول الذي هو فهم النص فهما من الخارج أي من الزمن المعاش , حيث أنه رافد يمد الزمن باستمرار بما يكفل التعايش والسلم والايمان وليس حالة انقباض تاريخي مكتمله في ذاتها, منفصله عن واقعها حتى يسعى لامتلاكها . كما يسعى البعض لتفسير آية" كنتم خير أمة أخرجت للناس" بهذا الشكل المبستر المتجمد , وكانها كبسوله نبحث عنها لإبتلاعها حتى نعود خير أمة أخرجت للناس.
القبيله: فهمنا للقبيله أيضا فهما دينيا , أي اننا ننظر من داخل القبيله لنرى العالم من خلال بوابتها , وكل قبيلة من الفبائل تمارس هذا النمط من التفكير, لذلك مجتمعاتنا عصيه على التغيير والابداع , وإلا كيف نفسر بيانات تصدرها القبيله من داخل الوطن , فنحن لاننظر من الخارج أي من الوطن الى القبيله , وإنما ننظر من داخل الفبيله الى الوطن.
عالمنا العربي اليوم يعيش صراعا وجوديا حاسما لأنه لايزال يعيش داخله الذي لم يتحول تحولا بإتجاه المستقبل رغم جميع المحاولات, فكل ما حققناه ونحققه فقط هو تغيير السلطه لا الثقافه , فتصبح السلطه مع مرور الوقت وإنحسار الشعارات جزءا من الثقافة لامحاله , علينا أن نعي أن الهوية إنجاز لا محافظه .
اللهم بلغنا رمضان وأرزقنا صيامه وأغفر لمواتنا وأرحم ضعافنا , وأهدي حكامنا الى سواء السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق