الخميس، 9 يوليو 2015

سلام "العيد" ورمزيته عند أهل قطر


من مظاهر تكاتف المجتمع القطري وشدة ترابطه وإلتحامه بقيادته عبر الزمن , أنه ربط إكتمال المناسبات الدينيه والوطنيه بمناسبة إجتماعيه هامه جدا وهي السلام على الشيوخ"الحكام" وهذه المناسبه لها ميزتان : الأولى السلام على الأمير والثانيه السلام على عدد كبير من اهل قطر ومن معارف الانسان الذي قد تمنع الظروف الالتقاء بهم إما لبعد المسافات أو لصعوبة الانتقال او لظروف الوقت والانشغال والنسيان. كنا نحرص على السلام على الأمير في هذه المناسبات , وكان الوالد رحمه يقول هذه فرصة سانحه للسلام على الشيوخ والالتقاء بوجهاء ورجالات قطر . رمزية سلام العيد لها دلالات , كونه يوم فرحه , عاصرت في ذلك آخر أيام الشيخ احمد بن على ال ثاني حاكم البلاد الاسبق رحمة الله, وأذكر أنني ذهبت مع الوالد للسلام عليه مرة أو مرتين في قصره في الريان الجديد, واستمر الوضع طوال فترة حكم الأمير الأب في قصره العامر ولازلت أذكر بساطة وسهولة الوصول إليه حفظه الله , كنا نقف خارج القصر وندلف تباعا الى المجلس مباشرة حتى ننتظم في صف للسلام عليه في فترة لاتتعدى دقائق, لازلت أذكر سماحة وجه الأمير الوالد الشيخ حمد حفظه الله وهويستقبل المهنئين بالعيد بشكل يشعرك أنك وحدك الواقف أمامه للسلام عليه , واليوم إبتسامة سمو أميرنا الشاب تميم بن حمد حفظه الله وترحيبه وبشاشة محياه وراء الاستبسال للوصول والسلام عليه , رغم تعقد الأمور عنها في السابق , بالطبع مع تزايد عدد سكان الدوله وتغير الظروف المحيطه سياسيا واجتماعيا والاحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقه, تطلب الوضع مزيدا من اليقظه والحرص والتيقظ الأمني , فلم تعد الأمور كما كانت في السابق من السهولة واليسر , ولم يعد أهل قطر أولئك الصفوه المعروفه بيتا بيتا وفريجا فريجا, ولم تعد الظروف المحيطه والاقليميه بذلك الاستقرار والهدوء والثقه, الامر الآخر الذي أود الاشارة إليه هو الاشاده بجهود القائمين على ذلك سواء من رجال الأمن أم من التشريفات الأميريه , لكن هناك ملاحظة أود لو أذكرها وهي صغر أعمار البعض منهم اعاق معرفتهم بأهل قطر وبرجالاتها واعيانها مما يسبب حرجا للطرفين , ورغم ان هناك مكان مخصص للعائله الحاكمه والوزراء وكبار المسؤولين , ينبغي كذلك الالتفات الى البقية الباقيه من أهل قطر واعيانها مما لايحملون منصبا رسميا سوى تاريخهم وتاريخ علاقتهم وآبائهم بالقياده وحكام الدوله عبر تاريخها, ثمة تنظيم لتسهيل الأمر لهم بالسلام على سمو الأمير الوالد وسمو الأمير القائد. خاصة ان منهم بعض كبار السن نحن مع حفظ الامن ومع التنظيم ونقدر للجميع جهودهم إلا أن الموضوع كذلك يتطلب فطنة المسؤول ووعيه وحسن تدبره. ومعرفته بالناس , أهل قطر حريصين على إظهار تماسكهم وتقاربهم بإلتقاءهم في رحاب قصر الأمير للسلام عليه أولا ثم بالسلام على بعضهم البعض وكانهم يقولون للتاريخ من هنا نبدأ من الوقف صفا واحدا دلالة على الولاء ولانتماء , حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها من كل مكروه , وحفظ لها أمنها واستقرارها من كل عابث سولت له نفسه أمرا أو خطف الشيطان بصيرته وأعماه , وكل عام وأنتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق