الجمعة، 10 يوليو 2015

العمل الخيري في الدوله الصوره والواقع


في البدايه يجب أن أذكر هنا أنني أتكلم عن التنظيم وليس عن النيات والمقاصد , اتابع نشاط الجمعيات الخيريه القطريه من خلال الصحف , أتابع نشاطاتها ومساهماتها , وتصريحات المسؤولين فيها , فهي تحظى بتغطيه إعلاميه مشهوده سواء عن طريق الصحف أم عن طريق القنوات الفضائيه القطريه , في المقابل هناك أصوات مسموعه ونداءات مرفوعه هنا وهناك من قطاع كبير من المواطنين يعاني من عدم القدره على الاحتفاظ بمستوى من العيش يحفظ له كرامته , ناهيك عن الغارمين والذين يعانون من المديونيه الاستهلاكيه , وقد نشرت أحدى الصحف مؤخرا تقريرا , أن القطاع الاكبر لحجم المديونيات تمثله الديون الاستهلاكيه الضروريه , وهناك شعار سمعته أيضا من مسؤولى هذه المؤسسات الخيريه يقول الأولويه للمواطنين داخل البلد , حجم الاموال التي تمتلكها هذه المؤسسات ضخم جدا ,اصحابها أهل خير وحريصين على ان تصل لذوي الحاجة من المواطنين أولا , لااملك غحصائيات ولكنني أتلم سنبض الشارع ما أمكن , بمعنى أن هناك بون كبير بين ماينشر وبين ما يحكيه الواقع , أخشى ان تكون بيروقراطية العمل قد أتت على الهدف منه , لست على دراية تامه بسياسة هذه المؤسسات ونسبة الداخل الى الخارج فيما يتعلق بهذا الدور الانساني , استفزتني حملة مساعدة الغارمين التي قام بها نفر من ابناء قطر عبر تويتر , ولا أعرف دور هذه المؤسسات في مثل هذه الأمور , وكلنا يعرف أن الدين الاستهلاكي , دين ضروره في الغالب , في ظل تزايد متوحش في الاسعار لايستطيع الانسان العادي أن يتحمله , وأعني بالانسان العادي , انسان الطبقه الوسطى الذي كان يزهو بإستقرار الوضع وبثبات الاسعار الذي كانت تنعم به الدوله في عقود قليلة سابقه , لابد ان يكون لهذه الجمعيات دور في سد الفجوه , خاصة أن عدد المواطنين ليس بتلك الكثره , لماذا المواطنين القطريين أولا؟ لأن المواطن القطري جُبل على أشياء لايمكنه أن يتركها أو يهملها , جُبل على وجود مجلس لاستقبال الضيوف , جُبل على الكرم خاصة في شهر رمضان ,جُبل أن يحتوى أبنائه داخل منزله حتى يتمكنوا من بناء منازلهم وهذه أمور اليوم من الصعوبة بمكان أن تتحق في عدد من السنين المحدوده نظرا لمانراه من اشتعال لم يسبق له مثيل لاسعار الاراضي ولوازم البناء. المتعففون نسبة كبيره تلجأ الى القروض الاستهلاكيه لكي تحافظ على وجودها الثقافي والادبي , دعم هذه الفئه للخروج من رتقة الدين الاستهلاكي الضروري مهمة الدوله ومهمة المؤسسات الخيريه بالدرجة الاولى كذلك , بل يصب ذلك في الحفاظ على الهوية , هوية المجتمع , البلد تحتاج الى مشاريع إجتماعيه كذلك مع تزايد عدد السكان , تحتاج الى زيادة عدد مراكز غسيل كلى , تحتاج الى مستشفيات , مدارس , بيوت للضعفاء والعجزه , في خبر سابق نُشر في جريدة الشرق يشير أن دولة قطر بها أعلى نسبة من عدد "المليارديرات" في المنطقه. بخط عريض وفي الصحفة الاولى. خبر عظيم لو أننا حصلنا جراء ذلك على جامعة كجامعة جون هابكنز الذي أنشأءها والمستشفى الذي يحمل نفس الاسم فاعل خير أمريكي أسمه جونز هوبكنز" , سنفرح أكثر لو أننا حظينا بمستشفى كمستشفى "برنسيس غريس" الذي انشأته الممثله السابقه وزوجة أمير موناكو الراحله "غريس كيلي"في لندن . العمل الخيري صفة إنسانيه يحملها الانسان مهما كان دينه أو معتقده , لكنه هنا يحتمل خصوصية أدق وهو صفة الاسلامي مما يجعلة أو من المفترض أن يجعله أكثر فاعليه , ويخرجه من مرحلة الوجود بالقوه"بالاسم" الى مرحلة الوجود "بالفعل" نحن نتمنى من المؤسسات الخيريه في دولتنا الحبيبه , ونتمنى كذلك من أصحاب المليارات أو المليارات التي أشارت جريدة الشرق الى نسبتهم بكل فخر وثقة وإعتزاز , نتمنى أن يحققوا القفزه ويقتحموا العقبه وما أدراك مالعقبه؟ بمزيد من الفاعليه وبقليل من الافتعال الاعلامي والصحفي. عن طريق الاستجداء عبر االاعلانات وغير ذلك لمزيد من التبرع رغم الادعاء بوقف المليارات في تحقيق الاهداف الانسانيه الساميه التي أنشأت من أجلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق