الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الخطاب الديني في المجتمع القطري



في إعتقادي مرَ الخطاب الديني في المجتمع القطري بثلاثة مراحل
المرحلة الأولي : خطاب المجتمع هو خطاب الدولة, خطاب فطري فردي متسامح , يتعامل مع ثنائية الدين والدنيا بإتزان , المسجد والمدرسة في تناغم مشترك ما يتعلمه في المدرسة يسمعه في المسجد , كان يرى في الخطاب القومي السائد في ذلك الوقت عضيدا له وليس في تضاد معه, حتى أن معظم مشايخ قطر في تلك الفترة كانوا مع الخطاب القومي الناصري,.
المرحلة الثانية: الخطاب الديني يتجاوز خطاب الدولة و مع بروز مايسمى بالصحوة الاسلامية أو الصحوة الجهادية, أخذ الخطاب الديني بعدا جديدا متجاوزا موقف الدولة السياسي الثابت, وغلب على طابعة الدعوة للجهاد ضد الغزو الالحادي السوفيتي لأفغانستان وشهدناسقوط أول شهيد قطري يقع في ارض المعركة هناك وأحتفى به الخطاب الديني في ذلك الوقت أيما إحتفاء, ورواد هذا الخطاب جميعا من مشايخ الدين العرب الذين احتضنتهم الدولة, وساد تبعا لذلك نمط من التدين الشعبي لدى العامة إتسم بظاهرة الخروج والاعتكاف في المساجد والدعوة للجهاد , والعزوف عن الدنيا وإحتقارها, غلب على هذا الطابع من الخطاب جانب القداسه في ظل مجتمع دنيوي مدنس
المرحلة الثالثة:خطاب الدولة يسير خطاب المجتمع:برز دور الدولة واضحا بعد ذلك ببروز ممثلية وهيئاتة ومراكزه التي أنشأتها الدولة, فيما تراجعت مساهمة المجتمع القطري المحلية فيه وبرز دور الدولة المتعاظم إعلاميا واضحا بعد أن عصف الربيع العربي بكثير من المجتمعات العربية , وبعد التجربة الفاشله لحكم الاخوان في مصر, غلب على هذا الخطاب الطابع السياسي
ما أود الاشارة إليه هو أن لم يعد من الممكن الخروج من تضارب الخطاب الديني في أي مجتمع طالما أنه خطاب مؤسسي وليس فردي , تفقد الدول اليوم السيطره على المجال العام بفضل تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال , مصادر التدين اليوم متعدده لم تعد فقط محصورة في المسجد ودور العبادة والخطاب الديني الرسمي, إعتماد دولنا على خطاب ديني فردي ضمن مؤسسات مدنية وتعليمية تملك رؤية واضحة لهوية المجتمع المفطوره على التدين بعيدا عن التقديس أو التسييس هو الحل الأمثل لصيانة فطرة المجتمع وهويته وتدينه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق