الاثنين، 9 نوفمبر 2015

وزير آيل للسقوط



أكثر الوزراء عرضه للمسائله في الحكومات الديمقراطيه هو وزير المالية , ومنظر وزير المالية الانكليزي بعد كل اجتماع لاعتماد الموازنة السنويه بحقيبة السوداء منظر تاريخي مألوف لدى الشعب الانكليزي بل هو أكثر المناظر عرضا على وسائل الاعلام في المجتمع الانكليزي لما للموازنة من أهمية كبرى على نشاط المجتمع الاقتصادي والاجتماعي , وهو لايجب حين يسأل سوى بالاشارة الى الحقيبة السوداء وكأنه يقول للشعب الاجوبة على أسألتكم هنا في الحقيبة,ومن ثم هو عرضة دائما لوسائل الاعلام وللحزب المعارض في الظل , هو مؤشر حقيقي لاداء الوزارة ولإستمرارها , سقوطه يعني فشل الخطة الماليه للحكومة وانكشاف الحزب أمام سهام المعارضة , حلوة هي الديمقراطيه , الحقيبة السوداء الذي يحملها وزير المالية الانكليزي خارجا من 10 داوننغ ستريت هي مايجذب انظار المجتمع الذي يدفع الضرائب ليحصل الخدمات التي تقدمها الحكومة, "لاضرائب دون تمثيل" شعار يحمي الطرفين الحكومة والشعب , حيث يحمل الطرفين ورقة ضغط لتوازن الامور , الخطة الماليه والاقتصاديه للوزارة هي مخاض بين دفع الضريبة ومناقشتها من طرف ممثلي الشعب, فإذا أخفقت الخطه من تحقيق أكبر قدر من الرفاهية للمجتمع , آل الوزير للسقوط, في مجتمعاتنا الريعية العكس تماما , وزير المالية هو فرعون الوزارات , يتوسله جميع الوزراء , ويطلبون ودَه, وهو أكثر الوزراء مقاومة للسقوط لذلك تجد بعض الوزراء تعدى الربع قرن وزيرا شامخا بدون حقيبة سوداء تتضمن خطة مالية واضحة وقابلة للنقاش, ولاصحافة لديها القدرة على المكاشفة ولاممثلين للمجتمع يمتلكون الارادة, وهو لايمتلك حقيبة سوداء يشير إليها حين سؤاله عن الوضع المالي والاقتصادي ولا يملك سوى عبارة "شدوا الاحزمة" التي إرتبطت في الذهن به , كما إرتبطت الحقيبة السوداء التي تحمل الخطة المالية في ذهنية الشعب الانكليزي. لكن مرحلة المجتمع الضرائبي مختلفة تماما, مجتمع الضرائب مجتمع شفاف, مجتمع خطة واضحه ومعلنه, تنفيذها يجري في العلن وإلا عُدت الضريبه سرقة وإنتهاك . المواطن المنهك الذي يعيش على راتبه والمتقاعد الذي لم يحصل على التقدير الكافي لما قدمه أيام عمله , كيف يدفع ضريبة وهو لم يحصل على خدمة بعد ؟سوى مجرد البقاء على قيد الحياة, يشعر بالمرارة حين الحديث عن مزيد من المعاناة سوف يتحملها وهو المغيب عن الرأي , حكوماتنا مشكورة لما قدمته لنا من دعم مستمرعبر الحقب السابقة إلا أن تقلب النشاط الاقتصادي وتأثيرات الوضع العالمي لايمكن الفرار منها إلا بتقوية الداخل "الحكومة" بحيث تصبح اكثر تمثيلا للمجتمع لا إملاءَ عليه. المفارقة أنه في المجتمعات الديمقراطية الوزير آيل للسقوط أمام مجتمع ثابت , بينما في منطقتنا الخليجيه ماعدا الكويت , الوزير هو الثابت , بينما المجتمع بالتالي هو الآيل للسقوط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق