الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

نحتاج نظرة أشمل ياشيخنا الجليل.


جمبل أن يناشد شيخنا القره داغي الحكومة بتعديل قانون الاستفاده من السكن الحكومي بالنسبة للقطريين بحيث لايبدو تحايلا واضحا و بالتالي محرما"جريدة الشرق, الاثنين الموافق 21-12-2015
لن أتطرق هنا الى التوقيت ولا إلى التخصيص ولا إلى طبيعة إستفادة القطريين من الاسكان الحكومي , ولا إلى نظرة الحكومة "الاجتماعيه" من تخصيص ذلك, ولا إلى إمكانية التعديل بما يرفع الحرج.
سأتطرق هنا إلى جانب أعم وأشمل وهوجانب الدين والاخلاق ومدى تكاملهما في المجتمع حتى يمكن لنا في ضوء ذلك وضع مناشدة شيخنا القره داغي في مكانها الصحيح. ولا تصبح مجتزه من سياق طويل وكبير.نحن مجتمع متدين ولكن هل نمتلك قاعده أخلاقيه ثابته ومكملة حقيقة لتديننا ؟ هذا هو السؤال؟
المسؤول المتدين الذي يستغل المنصب في تسيير أعماله الخاصه مثلا , أو الوزير الذي ياخذ رواتب لوظائف وهميه في وزارته , أو المتنفذ الذي يسطو على الأملاك العامه, أو من يستطيع الحصول على تسهيلات إئتمانيه أكبر من طاقته على السداد بحكم حاجة المجتمع إليه لتأديه عمل لايؤديه غيره لأي سبب كان ديني أو إجتماعي, ثم يتحصل على الاعفاء بفضل علاقاته" وتدينه ووضعه الذي ذكرت, أو شيخ الدين الذي يتحول الى ظاهرة إجتماعيه فارقه بإمتيازاتها,أموال الريع التي تنصب بلا عمل مقابل أو جهد يبذل, أو غير ذلك, هناك العديد من الأمثله في مجتمعنا الدالة على عدم تطابق التدين مع القاعدة الاخلاقيه ومع ذلك لانرى في ذلك شيئا أو عيبا ظاهرا. الغش أصبح عادة إجتماعيه , النفاق سلوك يومي ,الغاية تبرر الوسيله مذهب شائع في ايامنا المعاشه, إستغلال المنصب يدخل ضمن ثقافة "إنفع نفسك قبل لايشيلونك" والنظيف يتهم بأنه "مانفع نفسه". ياشيخنا كلامك جميل لكنه مجتزء من سياق أكبر وددت لو تطرقت إليه ولم تتركنا ننظر الى الواقع بنظرة محدوده جدا "القطريون ونظام السكن الحكومي" وددت لو تتطرق الى موضوع أهم سيكفينا عناء التفسيرات وهو هل نحن أخلاقيون بقدر تديينا الظاهر؟ أم ان تديينا في الحقيقه يكشفه فقرنا الاخلاقي , في الحقيقه نحن مجتمع متخم بالتدين ولكن السؤال المطروح سؤال أخلاقي ,لايمكن لأحد ان يقيس مستوى التدين في الفرد بدقه , لكن من السهل قياس القاعدة الاخلاقيه لدى الفرد عندما تتنازعه المصلحه الشخصيه والمصلحه العامه عندما يكون النجاح مصلحة عامه يستدعي عدم الغش في الامتحان , لكن عندما يغدو مصلحه شخصيه فقط يمكن تبريره ولو كان الشخص متدينا أو يدعي التدين, وهنا يقع الاشكال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق