الجمعة، 12 فبراير 2016

يوسف بن راشد المسند


لم أرى شابا في سن الكهوله , لم ألمس روحا تتجدد في جسد هَرم , كمارأيت و لمست ذلك في شخصية يوسف بن راشد المسند رحمه الله , عرفته في مطلع ثمانينيات القرن الماضي , حينما كانت مصر قبلة اهل الخليج جميعا واهل قطر خاصة حيث إمتلك العديد منهم بيوتا وشققا فيها , كان يوسف بن راشد احدهم , له معرفة سابقه بأخي عبدالله الذي كان قنصلا لسفارة قطر في منتصف السبعينيات , كان دائما يقول لي :, الضحك الكثير يميت القلب ,وجيلكم جيل يضحك كثيرا اكثر من أن يعمل كما كان في زماننا" يوسف بن راشد المسند من الشخصيات التي تأنس لها ولحديثها , فهو حاضر البديهه تلقائي الفكاهه, كريم الاستضافه في الصيف كان يتنقل من مصر الى لندن للفحوص الطبيه ثم يعود الى مصر , إلتقيته هنا وهناك, يعشق القديم ويهوى قطر وترابها , حدثني كثيرا عن زمانهم وكم عانوا من شظف العيش وصعوبة الحياه, روحه مرحه , كان يعتب على شباب ذلك الجيل "جيل الثمانينات" إفراطهم في الترف وعدم تقدير بعضهم للآباء ومابذلوه من تعب ومشقه كما ينبغي, يتحدث الفارسيه بطلاقه , أهل الشمال عموما يتمتعون بروح مقبله على الحياه ترى الجمال اكثر من القبح , وترى في الحياة السرور اكثر من الألم , هذا الانطباع لدى الكثيرين وقد لمسته في معظم من عرفتهم من أخواننا اهل الشمال وخاصة اهالي الخور, في لندن كنت أحرص على الجلوس مع يوسف بن راشد رحمه في الفندق أو في شقة الأخ العزيز خليفه بن خالد السويدي , لما لحديثه من متعه, وفائده ومرح , فهو يضفي على الحديث حلاوة وتلقائيه لاتجدها عند غيره , ذهبت لتعزيته بعد وفاة إبنه سعيد فوجدته متماسكا صلبا مؤمنا , وكان قد فقد قبل ذلك إبنا آخر, آخر مرة إلتقيته حيث كان خارجا من بنك قطر الوطني على الكورنيش , رايته تعبا منهكا ومع ذلك كان مبتسما مرحبا. لاتزال في مخيلتي لحظة لاانساها في أحد امسياتنا , عندما وضع أحدهم شريطا لعبدالله الفضاله وأنساب صوته طربا"تريد الهوى لك على ماتريد وثوب لبسته تريده جديد
وعصر تقضى تريده يعود فداك المنى ذاك رجعه بعيد"
فنزلت دموع يوسف بن راشد رحمه الله بغزاره. دليلا على شفافية الروح والاحساس وتداخل المشاعر بين ماض قاس عاشه شابا, وحاضر مزهر يعايشه شيخا, يوسف بن راشد كان نموذجا للإنسان القطري الذي لم يتنكر لماضيه , ولم يطغه الغني عن حقيقة الدنيا الفانيه , رحمه الله وأكرم مثواه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق