الاثنين، 15 يناير 2018

دول بلا "مغزى"


 

في إعتقادي اننا إذا تجاوزنا البُعد العربي , تصبح دولنا  الخليجية بلا مغزى. لماذا كانت دول الخليج فاعلة أيام كان البُعد العربي مركزياً, ولماذا أصبحت مصدراً للإنفلات والتشرذم بعد غياب هذا البعد كما نشهد اليوم؟ ماطبيعة هذه الدول إذا ما إستبعدنا البعد العربي  من تكوينها واهدافها؟ ليست سوى أقليات  تسكن ارضاً غنية بالموارد الطبيعية, قابله للإنجذاب  والتشظي , لماذا كانت قياداتها في السابق  حيث الارتباط بالبعد العربي قيادات كبيرة  ومرتبطة بأهداف كبرى؟ ولماذا أصبحت بعد التفريط في لبُعد العربي قيادات  تتسابق في أداء دور السمسار والوكيل  لقوى الخارج؟ البُعد العربي كان  مادة لاصقة للدولة في الخليج وفي الوطن العربي بشكل عام , هذه الدول لم تنتقل بعد الى حيث المشروعية الدستورية فكان لابد من حامل إجتماعي ولاصق  إجتماعي لها  فكان هو البُعد العربي  حيث أمكن معالجة كثيراً من المشاكل والازمات  من خلال هذا البعد  وعدم السماح بالقوى الخارجيه لإقتناص الفرصة والتدخل,ويبدو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت والدور الذي يقوم به محاولة أخيرة للحفاظ على هذا البُعد العربي المتآكل كمغزى وهدف  ويبدو مايلاقيه من صدود وجحود مثالا أيضاً واضحا للكُفر والجحود به  من قبل دور الحصاربغباء وتهور لم يسبق لقيادة عربية خليجية أن أرتكبته, اليوم بعد غياب هذا البُعد تدخل المنطقة في حالة من التشظي  والاستقطاب تبدو واضحة بجلاء لكل مراقب. إيران ,تركيا , روسيا , أمريكا , كل هذه الدول  لها قدرة على الجذب  لشظايا هذه الدول طالما إفتقدت البُعد العربي, غياب مصر عن دورها كارثة , سقوط العراق كارثة كبرى , ووضع سوريا  وليبيا واليمن  فيه من المأساوية مايندى له جبين العرب والمسلمين جميعاً,  إرتبط قادة الخليج الكبار بالبعد العربي فتعالوا على الخلافات البينية  الصغرى , اليوم التهديد على اشدة  بين ابناء الخليج الواحد , اليوم قرأت لمغرد إماراتي أن الامارات مستعدة للهجوم على قطر  وأن البحرين والسعودية يقفان معها , ولم يتسأل هو وأمثاله عن نسبة  المواطنين في الامارات من مجموع عدد  المقيمين حتى يسارع للهجوم على نصفه الآخر في قطر ؟ لم يتسائل عن عدد المواطنين  في البحرين أو في السعودية مقارنة بنسبة الاجانب والمقيمين ؟ ولم يسأل نفسه , ماذا سيتبقى  من هذه الدول وهل ستبقى عربية لو نشبت حرباً بينيه بين أطرافها؟ ولم يتسائل عن هذه القيادات من سيتبقى منها ؟ اسئلةكثيرة يمكن طرحها في هذا المجال تثبت أننا أصبحنا دولاً بلا مغزى بعد إسقاط  البُعد العربي,  ماذا تعني البحرين, قطر , الكويت, الامارات , السعودية غير آبار نفط  وغاز  ومصادر للطاقة , البُعد العربي جعل منها دولاً  لها أهداف وجعل من وجودها ذا مغزى , ليس أمامها  بعد غيابه وهناك من يعمل على تغييبه بقصد  الا أن تصبح شركات  ومناطق صناعة وتجارة  على نمط الكانتونات الاخرى  في العالم مثل هونغ كونغ  وسنغافورة, الخطورة الآن أن قيادات هذه الدول غير واعية بذلك ولاتدرك أن مصيرها مرتبط ببعض  وأن الشعوب هي من سيدفع الثمن  خاصة أن مظاهر  التوطين السكاني  والهندسة السكانية والاجتماعية  باتت واضحة, وتبدو الادارة الامريكية الاعنف في تاريخنا  في تحقيق رؤية اسرائيل في المنطقة  وما الدفع  بقيادات متهورة مثل المحمدين  وبهذه السرعة إلا مؤشر خطير  نحو الهاوية , التهديد الاماراتي لقطر والاستفزازات الاخيرة تمثل بداية قصة "الثيران الثلاثة والاسد" حيث يعترف الثور الاخير أنه أُكل يوم أُكل الثور الأول.بدأت الدولة في الخليج  نعيش مرحلة "اللامغزى" حين فرطت في البُعد العربي اللاصق بين مكوناتها قيادة أولا وشعوباً ثانيا,منذ أن تهاونت في ضياع العراق ومنذ أن ساعدت أجندات صغرى هنا وهناك في الربيع العربي على حساب الاجندة العربية ,منذ أن وضعت القضية الفلسطينية في الادراج  وطويت صفحتها لأنها  الرابط الحقيقي  للبُعد العربي الذي جعل من دولنا كبيرة في مغزى وجودها وجعل من قياداتها عظيمة في تطلعاتها وآمالها. القادم أفظع  إذا لم يتداركنا الله بلطفه ورحمته  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق