الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

كأس العالم .... نظرة وجودية

تمر بلدنا ومنطقتنا عموماً باخطار تهدد وجودها. وتعصف بكيانها ، فهي في نظر العالم مصدر طاقة لا غير ، مما يجعلها دائما ً عرضة لتقلبات العرض والطلب والاستمرار والتوقف او النضوب ، وجعل وجودها بأكمله مرهوناً لهذا الجانب فقط الذي يهم العالم بالدرجة الاولى، فبالتالي هي في نظر الغرب انابيب من النفط والغاز اما في الجانب. الانساني فهي عرضة للاتهام المستمر فيما بمستوى الحريات وقبول الاخر ، لذلك في اعتقادي ان اقامة مسابقة كبرى رياضية وثقافية بمستوى كاس العالم لم تعد ترفاً بل باتت ضرورة وجودية لهذة المنطقة وتكريساً لوجودها كدول وانسان وليس فقط كمصدر للطاقة على مستوى العالم، كأس العالم سيكرس قطر وجودياً كدولة والخليج كمنطقة، يوجد فيها انسان بهذا المستوى من القدرة في التنظيم والابداع وقبول الاخر والتفاعل الانساني مع جميع الثقافات، اعترف ان مثل هذة الفكرة كانت غائبة عن الاذهان في بداية فوز قطر بالاستضافة ، الا انني اكتشف اليوم اهمية هذا الحدث لتكريس دولة قطر وجودياً وسط محيط عاصف واقليم متقلب يوم ٢٠ نوفمبر الجاري، ستدخل قطر بالعالم العربي الى حيز وجود كان مقصوراً على القلة الذين كانوا يتحدثون عن الاولوية لهم وجودياً على غيرهم من سائر الامم , اثنان وثلاثون دولة يتعدى عددها سكانها مئات الملايين من البشر شتشخص ابصارهم نحو الدوحة،ليس وقتاً للخصام وتفريغ الشحنات السالبة، الحدث وجودي وانجاز تاريخي كبير لم تحظى به دولة عربية من قبل وربما لا تحظى به اي دولة عربية مستقبلاً، اليوم ليس هناك مجال سوى الوقوف مع قطر ودعم جهودها الجبارة في انجاز هذا الحديث بما يليق باسم العرب جميعاً، نعم كانت هناك تخوف وكانت هناك شكوك وترقب ، لكن وقت هذا كله قد ولى ، المباراة مع الانجاز قد بدأت والوقت مع تحقيق المكاسب قد حان، مكاسب بقياس التاريخ لا بقياس دكاكين التجزئة واوكازيونات الخسارة والربح، الانجاز التاريخي يقاس بفرادته مهما كانت تكلفته ، ان تمسك باللحظة التاريخية في الوقت المناسب ، ان تسجل اسمك في سجل الخلود في مجال من المجالات لايمكن تقديره بثمن، قطر اليوم تسجل هدفااً تاريخياً باسم العرب في تاريخ الرياضة العالمية ، وترسم معنى اخر للوجود الحضاري الناعم لها. وللمنطقة فهي ليست مجرد خيوط من الذهب الاسود على رمالها الصفراء بل انسان قادر على الابداع والاضافة للوجود الانساني فكراً وتصميماً وانجازاً وتنفيذاً ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق