السبت، 5 نوفمبر 2022

ياخوف فؤادي من غدي

ان تحيا يعني ان تكون آخر مع كل يوم يتجدد، احساسك اليوم من المفترض ان يكون احساساً جديد،ان احسست اليوم بما كنت تحس به بالامس،فانت اليوم جثمان لجسد كان قد توفى بالامس، كن جديداً مع كل صباح يتجدد،كينونتنا ناقصة لذلك على تفكيرنا ان يتجه الى المستقبل دائمًا وباستمرار، كل ما يمكن ان تتملكه هو الغد حيث الحاضر تعيشه والماض قد عاشك وانتهى، تفقد بعضاً من كليتك مع تقدم الزمن فيصبح الغد بعضاً منك يأتي على مهل ، اعجب من اصرارنا على الكبر ونحن صغار ، كنا ناٰنف ممن يدعونا بالصغار، نريد ان نكبر ان يأتي غداً مسرعاً، لم نكن ندرك ان الزمن ليس محايداً وانه منشار كلما مر عليك قطع شطراً من كينونتك ، الحل الوحيد معه ان تعيشه كل يوم بتجدد يليق ببقاياك المتناثره ،لا اعرف لماذا تتملكني الاشياء الصغيرة التي مررت بها خلال حياتي، مما يجعلني اعيش الغد مترقباً لا اخشاه ككل، لكني اخشى ااشياءه الصغيرة التي يخفيها هنا وهناك وتفاجئك وانت الذي لم تعمل لها حساباً،تفترض الغد بشموليته لكن لا تنتبه لجزيئاته التي يختبي فيها الشيطان ، الا انه ليس هناك مجال للانسان الا ان يعيشه ، فالانسان منذ ان يولد يتجهه نحو المستقبل ، فهو يحمل في داخله تراكم الزمن وبذور نهايته والغد هودائماً ما يسعى اليه, تسقط مع الوقت كل امكانات الانسان التي يحققها فالانسان يعيش وسط امكانات في هذة الحياة , يكبر, يدرس, يتزوج , يتوظف ويبقى الإمكان الاخير الذي عليه أن يحققه ككينونة زمنية هو أن يموت من هنا يأتي الخوف من الغد , مسيرة أمل وترقب وخوف , الغد مغامرة يقتحمها الانسان بحساباته الا أن حسابات الزمن في علم الغيب فقد يصل اليه ويجده شيئاً أخر او قد لايصل اليه وسيصبح ذلك الغد لغيره ممن سيكمل بعدة رحلة الانسان الى حيث مصيرة المحتوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق