السبت، 5 نوفمبر 2022

هطول

اكتشفت اليوم انني ليست ذلك الشخص الذي كان بالأمس ، الانسان مُسخر للزمن ، عبد لعبثيته وتغيره ، حين تمطر السماء غيره حين تجدب الارض ، كل فرد منا متعدد في ذاته، كل منا يحمل في داخله ضده، تحولات غامضة تجري داخل احساساتنا ،اعثر كثيراً على اشياء كتبتها في السابق واتذكر كثيراً اعمالاً قمت بها في مقتبل العمر، لا اعرف كيف حدث ذلك ، الشباب لا يعرف الكهنوت ، يبدأ الكهنوت بالظهور حينما تشعر بأن كل شي بدا يفلت منك، ذكرياتك، مخيلتك، اصحابك، يداهمك الخوف وهو اخر اطباق الوجبة او بمثابة" الديزيرت" الذي يبقى طعمه في فمك شعوراً بالوحدة، بينما يتبدد القلق الذي هو مصدر تجدد الحياة، كثيرون يخلطون بين الخوف والقلق، الخوف موت مؤجل بينما القلق دافع لمزيد من الحياة، أتأمل فنجان القهوة التركية اجد فيها مصدراً للقلق مع كل رشفة ارتشفها ، تحرك اعصابي، تدفعني الى توتر ايجابي في مواجهة تيار السلب المحيط بي بفعل الزمن ، انظر من خلال النافذة الناس تتحرك في يوم بارد،كل منهم ذاهب الى هدف يحمل في داخله اما خوفاً او قلقاً،الجميع يتجه الى نفس المصير رغم تعدد السبل والطرق، بينما المطر يكسي النافذة التي اجلس الى جوارها هطولاً في مشهد" قيامي" يقول لي ان قيامتك لم تحن بعد فاخلع رداء الخوف واستشعر قلق الحياة فلا يزال هناك متسع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق