الأحد، 6 نوفمبر 2022

فن العزلة

في علم النفس ، العزلة تعني بداية اللامعقول،لكن حياتنا الراهنة تبدو انها قلبت ظهر المجن على علماء النفس، لتصبح العزلة اليوم بداية المعقول، اول ثمارها هي راحة البال وهي ثمرة يانعة للتحرر من مخالطة الناس والانشغال الهوسي بارائهم والسقوط المستمر تحت وطأة انظارهم، عالم اليوم لم يعد عالم انساني بقدر ماهو عالم أداتي ، تحول فيه الانسان الى اداة، لم يعد الانسان قادراً على الامساك بذاته والتحدث معها والانصات لما تهمس به، يعيش الانسان على" قبليات" ورثها من مجتمعه، تتزعزع اليوم تحت اقدامه ، اراء الناس اصبحت حكماً غير منصفاً تبعاً لتزعزع هذة القبليات، لو تناهى الى سمع الانسان ما يقوله الاخرون عنه لاصابه السقم ولهلك كمداً، لا استغرب حين اجد الحكمة في الاعتزال، ولم اعرف حكيماً لم يعتزل، بل ان اصحاب الاتجاة العقلي في تاريخنا الاسلامي هم المعتزلة، في العزلة تيار نازل الى اقصى النفس، يبحث عن سر ومعنى الوجود ، لا تستشعره وانت في السوق وسط الناس، انت هناك ذات لكن ليست ذاتك هي ذات مشتركة مع الاخرين ، تعيش سطحية اللقاء فقط، الكبر، الغرور صفات الذات المنشغلة بالاخر، ليست ذاتاً حقيقية حيث الذات الحقيقية وجود له اسبقية على الصفات، العزلة لم تعد مرضاً كما كان يشير علماء النفس، بل اصبحت اليوم شفاء من مرض مزمن اسمه الحياة الزائفة التي يعيشها انسان اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق