الأحد، 2 أبريل 2023

جمال القصر وجلال القبر

الإنسان جميل, أما الموت فهو جليل , نشعر بجمال الحياة, ونشعر بجلال الموت حين يتخطفنا نبحث عن الرفاهية في حياتنا , في المسكن والاقامة في أحياءئنا وفي مدننا ولكن تحمل نفوسنا ترسبات وصور ذهنية موحشة عن المقابر مكان إقامتنا وسكننا الابدي لاتتناسب وجلال الموت فهي ذلك المكان المقفر الذي تسكنه رائحة الموت والعشوائية لا زلت اذكر مقابراً في الريان اندثرت وبعضها ترك حيناً من الدهر ملاذاً لا تسكنه سوى الريح واكوام التراب ، حتى مقبرة الريان الكبيرة حتى وقت قريب كانت تراكم عشوائي بسور من الحجر متآكل ، الا ان تنبهت البلدية الى ذلك مقابرنا تعكس نظرتنا تجاة الموت. افق ممتد موحش وجاف ، يقذف به في اطراف المدينة خوفاً على الاحياء من عدوى الالتحاق سريعاً وكأن الموت مسافة وليس لحظة حيث يستحسن ان يكون من اللامفكر فيه حتى يتحقق . كنا نمر على القبور في اوروبا حين نستقل القطارات وكأننا نمر بحديقة، بشواهد واضحة ومرقمة وتحيط بها الورود، هذة نظرتهم الى الموت ، عندنا لا شواهد لا نبات، خوفاً من غضب السماء، حسناً عملت السلطات موخرا ً بالسماح بالترقيم وكتابة الاسماء كما قيل ، ليست هناك مدينة لا يسكنها الموت، الموت شىء والاموات شىء اخر، الموت مصير واستئناف لما بعده، اما الاموات فهم نحن البشر الذين هم موضوعاً لهذا المصير، وكما يختار الاحياء اماكن سكناهم ارتياحاً ،في حياة كم هي قصيرة مهما طالت ، فما بالك بحياة طويلة حتى البعث وما نؤمن به ، قد لا نستطيع ان نزرع ورداً، لكن لا اقل من ان نخلق وضعاً يخفف من غلواء نظرتنا الى الموت ، مقابرنا ليست سوى انعكاس لصورة الموت في اذهاننا ، على الرغم من انه القاعدة والحياة هي الاستثناء، وعلى الرغم من ان ديننا يجعل منه مرحلة من مراحل الحياة الابدية الا ان ثقافتنا عجزت عن مواكبة عقيدتنا، علينا ان نحتفي بالمدينة ونقيم عدلاً بين من سكنها احياء كانوا ام من الراحلين الاحتفاءوالاهتمام ببيت وسكن يليق بالرحيل الابدي أكثر عقلانية من الاحتفاء بسكة سفر وعبور الدنيا خيال في لباس حقيقة أما الموت فهو الحق وإن غاب عن أعين الخلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق