الاثنين، 11 أبريل 2011

الشخصيه المفككه بين الدوله الأمنيه والدوله البوليسيه



الدوله الأمنيه تفكك شخصية الفرد وتدعه يعيش وفق  متطلباتها , بينما الدوله البوليسيه , تمارس العنف ضدها . الدوله الأمنيه تُفسد المجتمع , بينما الدوله البوليسيه تعتقله وترمى به فى السجون . الدوله الأمنيه طويله الأجل , بينما الدوله البوليسيه عرضه دائما للرحيل , معظم دولنا العربيه , دول أمنيه وليست دول بوليسيه , تعيش على إفساد المجتمع  وتفكيك شخصية المواطن  وإذعانه لها طائعا. الدوله الأمنيه معنيه بالتاريخ  وتستخدمه لوظيفتها, الدوله الأمنيه معنيه بالدين وتوظفه لأغراضها, بينما الدوله البوليسيه , دوله مباشره  تعتنى بإحداث الأثر الجسدى لتخويف الناس عن الخروج عنها. انسان الدوله الأمنيه يفقد القدره على التساؤل لأنها تفكر عنه بعد أن سلبت عقله  وإحتوته بشكل أو بآخر. التلقين العقائدى المدروس الذى تمارسه تجعل من الصعوبه للملاحظ إكتشاف الفرق بين من يدعى الولاء لها  حبا أو خوفا  منها. التاريخ لديها  تتناوله من ملعقة معقمه مليئه بفيتامينات دينيه وأسطوريه تؤكد إختيارها وإصطفاء قادتها الالهى. هى تقوم على إفساد البنيه الداخليه للفرد وتدمير للذات الى درجة العجز عن التصرف بإسلوب مستقل. إنسان الدوله الأمنيه يشعر دائما أنه أمام كمين وأن هناك من يترصد له و تأثيرها السيكلوجى الافسادى كبير وخطير بل وأعنف من الايذاء الجسدى الذى تمارسه الدول البوليسيه الآفله. إن قال "نعم " فهو فى حيره وإن قال "لا" فحيرته أكبر كذلك. كل شخص فيها يعرف عن المعتقلات الكثير وعن التعذيب الكثير وعن السجون وما فيها من ترويع , هى من يساعد على نشر ذلك  من أقاويل وإشاعات  , هى تخترع اللامعقول لتشل العقول وتمنعها عن  الخروج من دائرة إفسادها. هى تقوم على ضبط حركة الفرد من خلال الايحاء له  بأنماط سلوكيه معينه  , فالتجمهر دليل على الخروج عن الامام مثلا , أو ولى الأمر, وفى مجتمع آخر نجد أن الضحك فى الأماكن العامه غير محبذ أو يعد إستهتارا"لدى طالبان" زرع  عدم الثقه بين الافراد ديدنها وأساس  طبيعتها والحيطان جنودها المجندين.  الدوله الأمنيه ليست بالضروره  مخطط حديث , قد تكون إرث تاريخى  تطور سلبيا ليصبح كذلك . هى فى سباق مع الزمن , يعتريها التفكك كما نرى فى عالمنا العربى الآن إلآ أن درجة ايحائها لايزال مختلفا من بلد لآخر, قد يبدو الوضع فى ليبيا واليمن تصالحيا معها بشكل يعيدها لحجمها الطبيعى أو يخلص المجتمع منها نهائيا, بينما فى مصر تبدو الترشيحات المسبقه لشخصيات بعينها قبل إستكمال البنيه الديمقراطيه فيها من  إرثها  القائم على  أن النجاه  فيما قبل وليس فيما بعد, الإشكاليه ليست فى الدوله الأمنيه  اليوم كمفهوم ولكن فى ما أنتجته من شخصيه شكوكيه خائفه, ترى مالم يَظهر فى الأفق, وتسمع ما لم يُهمس به بعد .       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق