الثلاثاء، 12 أبريل 2011

مواطن بين ثقافة" المنصب وثقافة " المجتمع"



تجسيير الهوه النفسيه  بين منصب السلطه والمواطن أمر بالغ الأهميه لبناء شخصيه وطنيه واثقه ومتمكنه, هناك هوه نفسيه كبيره بين المنصب الرسمى وشخصية المواطن, تجعل منه شخصا آخر بمواصفات نفسيه مختلفه, وكأنه إنتقل الى  ثقافه أخرى غير التى كان يعيشها أو يعايشها قبل المنصب. السلطه  فى المجتمع جزء لايتجزء من ثقافته  وتكوينه, فمالذى جعل من المنصب وهومسؤوليه فى الاساس, مسؤوليه امام المجتمع أولا مالذى جعل منه  حاله نفسيه"متعاليه" على المجتمع وليس فى أولويتها إ رضاءه بقدر إرضاء المنصب. فى المجتمعات ذات الابعاد الإيديولوجيه تصطاد السلطه المناؤين والمعارضين من خلال إدخالهم فى لعبه المناصب الحكوميه وبرستيجها لأهداف سياسيه , ولكن فى مجتمع مثل مجتمعنا يخلو من مثل هذه الابعاد الايديولوجيه , يصبح المنصب  إصطفاء لاغير , إصطفاء لانه يغير من سيكلوجيه صاحبه, يصبح شخصا آخر,, وهذا دليل على إزدواج ثقافى داخل المجتمع, ثقافة المجتمع فى مقابل ثقافة السلطه , وكل منهما له خصائصه . فرز المجتمع بهذه الصوره لايساعد أبدا على تطوره. ثقافة المجتمع ضعيفه أمام ثقافة السلطه, فلذلك هى دائما واصحابها فى إستدراج من قبل الثقافه الفوقيه القويه , وثقافة السلطه لها بعُدين اساسيين.أولهما: البعد التاريخى العائلى وثانيهما: الاصطفاء من خلال المنصب الحكومى  وهو لايتمتع بديمومه كالبعد الأول ولكن فى بعض الاحيان قد يبدو مدمرا إذا ما اعتقد الشخص بديمومته والمجتمع فى حالته بين ثقافتين. تجسير الهوًه وتمكين فقط ثقافه واحده من التبلور هو المقدمه الأولى لتقدم المجتمع نحو أهدافه. لازلت ألوم المجتمع على عدم تكريس ذاته كمجتمع. لازلت أذكر أول تغيير وزارى بعد التشكيل الأول لأول مجلس وزراء فى دولة قطر فى بداية السبعينيات , وذلك تم فى صيف 1989  وكيف تنادى المجتمع بين بعضه البعض مباركة للمحظوظين الجدد الذين إنتقلوا الى ثقافه أخرى  غير ثقافة المجتمع, فمنهم من إمتنع عن دخول السوق إلا خفية, والاخر لم يعد يأكل فى الاسواق, والاخر بنى مجلسا أو نصب خيمة للوافدين القادمين للسلام عليه. ربما قَل الان وهج المنصب إلا أنه لايزال يمثل نقلا من ثقافه الى أُخرى, وبعدا نفسيا آخر لصاحبه, الأمر الذى يفقد المنصب وظيفته فى خدمة المجتمع ككل وليس فقط خدمه جزء منه ومن ثقافته. إذا كانت السلطه تملك المال , فمن المفروض أن يملك المجتمع تنظيماته  وقوته الرمزيه  التى قد تجبر المال للتعاون معه لالإستلابه , فالمجتمع خط دفاعه الاخير قدرته على التنظيم وتحديد الاهداف , العالم اليوم يسير فى هذا الاتجاه رغما عن الهيمنه والسيطره  أيا كان شكلها او رائحتها. عندما يفقد المنصب بريقه أمام الاقتناع والمبدأ  يكون المجتمع قد ولج دائرة التنظيم والقدره. وبدأت ثقافه واحده للمجتمع كل المجتمع تلوح فى الأُفق لا يمكن لمجتمع واحد  يعيش بين ثقافتين أن يصبح ديمقراطيا, ولايمكن لمجتمع  يُغير المنصب من نفسيته وقناعات أفراده أن يفرض إحترامه على الغيرحيث   فاقد الشىء لايعطيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق