الأحد، 15 مايو 2011

الميدان العام" كرمز وطنى



 أبرز مايمكن إستخلاصه من نتائج متوفره وملموسه حتى الآن للثورات العربيه هو رمزية الميدان العام وتأثيره  وقدرته على الإنجاز وتحقيق مطالب الشعوب , ثمة ملاحظات لى أن أُبديها فى هذا الخضوص:
أولا:  تاريخيا هناك رمزيه للمكان وللميدان فى جميع الثورات, وجميع الثورات عموما  ملتصقه بأسماء ميادين عامه , جميع عواصم أوروبا بها ميادين تحكى قصة تحرر شعوبها.
ثانيا: رمزية المكان  تدل على إلتحام الشعب وإصراره , وتعاليه علىالمرجعيات الصغرى المفرقه وشخوص بصره الى هدف عام وأسمى.
ثالثا: رمزية الميدان  أيديولوجيه وليست ميتافيزيقيه بمعنى"الآن"  وليس غدا وشهدنا ذلك حيث التنازلات تتنزل  لتحويل "الآن" الى غدا ولكن دونما فائده.
رابعا: أنجح الثورات حتى الآن هما ثورتى مصر وتونس  حيث ميدان التحرير والميدان الرئيسى فى تونس العاصمه كمستقر أخير لثورتها, والثوره اليمنيه من ميدان الستين أو ساحة التغييركذلك لايمكن  تجاوزها ,لأن رمزيتها المكانيه  لايمكن الالتفاف عليها .
خامسا: الميدان كما ذكرت يرمز الى "الآن" من هنا يبدو مصدر قوته وإصراره, ويبدو إستمراره كذلك حتى بعد سقوط النظام كما هو واضح فى رمزية ميدان التحرير, كلما عنً مطلب لدى الشعب هرع الى الميدان  يستمد منه قوته وإصراره.

سادسا: الثورتان الليبيه والسوريه تفتقدان الى رمزية الميدان الذى يستطيع صهر  وعىً المجتمع وإصراره فلذلك هما أشبه بإقتتال هنا وهناك, مع فارق  ما يحدث فى ليبيا حيث التدخل الخارجى, فإفتقادهما الى رمزية الميدان أفقدهما "الآن" القويه  المُصره على التغيير والسير الى نهاية المطاف.
سابعا: رمزية الميدان فى البحرين  لم تنجح لأنها لم تَقم على التأثير الداخلى فقط وإنما إستسلمت لبعض التأثيرات الخارجيه من خلال شعاراتها وبعض الرموز التى رفعها المتظاهرون, ومع ذلك تنبه المسؤولين البحرينيين لخطورة رمزيه المكان  فجرى إقتلاعه ومسحه من الوجود.
ثامنا:  الدوله المدنيه أساسا لم تقم على الفكر لوحده بل قامت على مطالب الشعوب  ممثله  فى الاحتجاج العام بأشكاله المختلفه وطالما أنه عام فهو بالضروره في مكان عام , فثمة إرتباط واضح بين قوة المطلب الشعبى ورمزية مكانه  والدليل على ذلك التظاهرات التى تقام فى أكثر الدول مدنيه لها رمزيه واضحه جدا فى إتجاهها وخط سيرها ودلالاته.

هناك تعليق واحد:

  1. و السلطة السورية تدرك أهمية رمز المكان العام،على مدار الأسبوع قوى الأمن تحتل ساحة الأمويين و ساحة العباسيين أكبر ساحتين في دمشق لتمنع أي تجمع قد يصل إلى الساحتين. خوفا من انجرار الأغلبية الصامتة إلى رمزية المكان (الساحة الجامعة). شكراً لك خواطر فكرية في مكانها.

    ردحذف