الخميس، 19 مايو 2011

"صوفية" الإسلام أم "صوفية" النظام



تخاف الشعوب العربيه من أنظمتها لأنها انظمه تعتمد البطش , فالمعادله كالتالى: نحن ساكتون لأننا خائفون هذا منطق العلاقه بين الشعوب العربيه وأنظمتها. وهو منطق إيمانى أعوج فالايمان عندما يرتبط بالخوف لايعد إيمانا حقيقيا. بعد حادثة 11 سبتمبر 2001, تداعى الغرب لمعرفة كنهه الاسلام عندما أكتشف أن من قام بهذا العمل مسلمون, وبعد تدارس وتعمق رأوا فى  الصوفيه حلا للخروج من إسلام التعصب  أو الاسلام الجهادى, فأوصوا على هذا الفهم من الاسلام  وفى مقدمة هذه المراكز مؤسسة راند. وفى نفس الوقت حاولوا الدفع والعمل على إستزراع  الديمقراطيه فى هذا الجزء من العالم. فبذلك أرادوا إسلام صوفى مع  ديمقراطيه غربيه ولم يدركوا أن فكرة الصوفيه تقوم على الحب  والحياء لا على الخوف والرجاء. لذلك فشلت محاولتهم  فلم تنجح ديمقراطيتهم المستزرعه وقوبلت  بالكُره والرفض والاقتتال. فى حين إستمر الوضع العربى على ماهو عليه حتى الثورات الاخيره  خوف من جانب الشعب وجبروت وبطش من جانب السلطه. بعد هذه الثورات سقط حاجز الخوف وسقطت السلطه معه. فالمعادله القادمه ليس فيها خوف  بالطبع بل لابد أن تُبنى على أساس الاحترام .الخروج من ثنائية الخوف والعقاب  أو الخوف من العقاب فى إعتقادى  أمر هام , لأن نتيجته ليست إيجابيه سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو الدوله, رأينا بعد زوال الانظمه كم تنمر من كانوا خدما لها خوفا, وكم من الأسرار كشفت, بل أن كمية اللعن والشتائم من داخل الانظمه الداثره كان أكبر كثيرا مما جاء من طرف ممن إكتوى بنارها وعارضها فى أيام بطشها وقوتها. فإذا  كان هناك ثمة خيارا دوليا بدعم الإيمان الصوفى فى المنطقه خوفا من الايمان الآخر, فأول الطريق هو فى دعم مطالب الشعوب  فى الحريه والكرامه بعيدا عن إدخال مفهوم المصلحه  والإنتقايئه بين نظام أو آخر والتركيز على عملية التحول الديمقراطى  اليوم قبل غدا  ودعم  المجتمع المدنى فى كل دوله  فى التعبير عن رأيه وتطلعاته, وعدم الإكتفاء فقط بالتقارير الرسميه  والقياسات الإقتصاديه المضلله. إذا أرادوا تخفيف عنف الإسلام كما يقولون, وهم مغرومون كما يذكرون بالاسلام الصوفى طالما أن إجتثاث الإسلام من المستحيلات, فلا أقل من إقامة معادلة الصوفى المتمثله فى التالى"أعبدك ياربى  حبا وإستحياء منك  لا خوفا منك"
هل يمكن للغرب أن يقيم هذا المنطق على العلاقه بين شعوب المنطقه وأنظمتها بحيث تبدو"نحن نحكمكم بإختياركم وتفويضا وتعبيرا عن إرادتكم وحبكم" هنا تبدو الصوفيه من صميم الديمقراطيه فالحب ناتج عن الإراده الحره التى يقيم عليها الصوفى علاقته بربه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق