الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

"الحوثيه" ظاهرة تهميش إجتماعي "أُستُغلت دينيا



غياب العداله الاجتماعيه , التي تقوم على مركزية الانسان بعيدا عن اي شىء آخر, عند الحديث عن مجتمع "القله" فانت امام أكثريه مهمشه قابله للتمظهر في اشكال اجتماعيه عديده طبقا لثقافتها واعتقاداتها, وعند الحديث عن مجتمع "الاكثريه" الدينيه , فأنت امام أقليه دينيه مهمشه تبحث عن الدعم والتمكن وهكذا.فالدين يصبح ظاهره إجتماعيه عندما يتحول الى تدين سياسي مذهبي. اليوتوبيا الدينيه تحول القهر والظلم إلى حلم استشهادي جميل ونداء من حور "العين" لايقاوم. "إلى أن ينصر الله المستضعين على المستكبرين" هذه الجمله تكتب في كل خطاب يخرج من السفارات الايرانيه في العالم, هذه الرؤيه للتاريخ لايستطيع أن يقاومها المظلوم ولا المستضعف ,حتى وإن كانت أهدافها سياسيه وللاستخدام الخارجي , فليس هناك اكثر استضعافا من الشعب الايراني من جانب حكامه ونظامه الديني. غياب العداله الماديه يفتح الأفق امام الايديولوجيا الدينيه لسد هذا الفراغ , في كل مجتمعات الخليج اليوم هناك "داعش" وهناك حوثيين" هل تذكرون حركة "جهيمان" في اواخر السبعينيات واحتجازه للحرم الشريف في مكه,؟ فكر اليوتوبيا الاسلاميه موجود منذ القديم , وفشل الدوله يخرجه الى الواقع بين آن وآخر, القضيه كما أرى إجتماعيه تأخذ أشكالا دينيه نظرا لثقافة هذه المجتمعات الدينيه , وثقافة المنتصر والمهزوم السائده على ثقافة التوافق , وإقامة دولة القله على حساب الاكثريه ,وكتابة دستور الدين الواحد على حساب دستور المواطنه. قبل قيام الجمهوريه العربيه اليمنيه كان الائمه الزيديين يحكمون اليمن لقرون ولكن الصراع لم ينته ال بين الجمهوريين السنه والزيديه, يقول الباحث أحمد المصري في جريدة القدس, أن سبب ظهور الحوثيين على الساحه اصلا له علاقه بالمد الوهابي خاصة بعد عودة رجل دين كان مقيما في السعوديه وهو مقبل الوداعي في اواخر السبعينيات وتأسيسه لمدرسه وهابيه بدعم من حكومة اليمن والسعوديه سماها "دار الحديث" وانتشرت في كل انحاء اليمن, الأمر الذي استفز اتباع المذهب الزيدي خاصة وانها كانت تدرس أن "الزيديه " أهل بدعه" فجاء الرد الزيدي بتأسيس حزب الحق لمقاومة الوهابيه. مثل هذا القول يشعرنا أن قضية الدعم الخارجي لهذه الفئات ليس هو السبب المباشر لظهورها , ولكن السبب المباشر اساسا هو الاقصاء والتهميش اجتماعيا والتكفير دينيا في اخر المطاف .يقول محمد بدر الدين الحوثي نحن زيديه مائه في المائه ومن يقول اننا إثنا عشريه فهو جاهل حتى وان كانت هناك بعض المشتركات بيننا. فيصل القول هنا هو أن الاشكال الحقيقي هو ثقافة التمييز والاقصاء والاستئثار بالدوله من جانب كل فصيل و هذا هو تاريخنا الحقيقي , والتركيز على الدعم الخارجي دائما هو ذريعه للتبرؤ من الواجب الحقيقي في إقامة مجتمعات العداله الاجتماعيه التي رغم عدم اسلامها إلا أنها تتنعم بخيرات الله وبركاته لان تحترم الإنسان كإنسان خليفة الله في الأرض و بينما نحن ندعي عبادة الله والتقرب إليه عن طريق نحر الإنسان بعد إستنطاقه بالشهادتين , أي حديث بعد هذا تكذبون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق