الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

مؤشرات تدل على إتجاه المجتمع نحو العنف , ارجو التنبه لها



مجتمعنا الصغير المتسامح يتجه نحو العنف شيئا فشيئا, المتابع يمكنه ان يلحظ ذلك ,ولي هنا بعض الملاحظات أو د لو أذكرها:
أولا:علينا أولا أن نفرق بين العنف المادي والعنف الرمزي , الذي يمكن ان يتحول الى عنف مادي أو هو بدايه للعنف المادي مالم يعالج الأمر بحكمه وتعقل..
ثانيا: سرعة مايسمى بعملية"التنميه" وفي الحقيقه ليست تنميه بقدر ماهي قفزه سريعه وشاهقه في المجالين المادي والسكاني , قسمت المجتمع بين من"يملك" وبين "من لايملك" ماديا وحولت "الاكثريه" المواطنه أو شعورهم بذلك إلى أفليه واضحه العزله , أوجد مثل الجو شعورا متناميا ومتصاعدا بالعنف الرمزي الذي يمارسه من "يملك" نحو من لا"يملك" ومن قبل الاكثريه المستجده على الافليه المواطنه.
ثالثا: تعرض مفهوم الملكيه , ومفهوم الثراء, الى تغير حاد , والى إستقطاب كبير, فأصبح مفهوم الملكيه يعني , ملكية مدن وجزر , وفنادق .وسواحل وشقق وعمارات في اوروبا , فأصبح من يملك بيتا أو حديقة في قطر كأن لم يملك شيئا, كذلك بالنسبة للأموال , أصبح صاحب المليون ,شحاذا الى جانب صاحب المليارات, كل هذه الامور تدفع بالمجتمع مع الوقت الى مزيد من العنف الرمزي , قد يتحول الى عنف مادي مستقبلا.
رابعا: السؤال الذي اصبح أكثر الاسئله شيوعا على السنة المواطنين , والذي يتفق على طرحه الجميع هو سؤال "من أين لك هذا", كلما رأوا صعودا متزايدا لفئه على حساب فئات , أو لفرد على حساب غيره من أفراد المجتمع.خاصة أن الجميع بعيدا عن العمليه الانتاجيه.
خامسا:تشجع الدوله الانفتاح , وفي نفس الوقت يعيش في أحشائها من هم ضد الانفتاح وضد التغريب من الجاليات العربيه وغيرها , من مدرسيين ودعاه وخطباء مساجد . والضحيه هو المواطن الذي يعيش الواقع المتناقض , فكلما شعر بقصور اجتماعي وقع عليه أو اصابه لجأ الى أو إنحاز الى مايسمع من خطب وايديولوجيا مثاليه عن عصورنا السابقه , فتتكون بذور العنف وتتراكم , وهذا واقع ملموس في المجتمعات المجاوره وآثاره تعاني منها اليوم , وتتمنى لويعود الزمن لمعالجة اسباب ذلك الواقع وما أحدثه من نتائج كارثيه.
سادسا:أسهمت الدوله ربما بدون قصد في تركيز شعور المواطن بانه ضحية لممارستها العنف الرمزي, ضده , عندما انحازت كلية , أملا في إرضاء الجمعيات العالميه لحقوق الانسان الى العماله الوافده على حساب المواطن , فأصبحت حتى العماله المنزليه أقوى من المواطن الذي يستجلبها لخدمته , هناك حالات عنف بالطبع يجب أن تعالج , ولكن ليس بهذه الشموليه التي تضع المجتمع كله متهما أمام عمالته , وتجعل من هروب العامل حقا شرعيا له دون وجود أي مبرر سوى أن القانون يسمح له بذلك تحت أي إدعاء.
سابعا:عملية التجنيس الكثيفه والسريعه ,بإمتيازات لايحصل عليها المواطن , لهادور نفسي خطير وتذهب بأريحية المواطن وتسامحه مع مرور الزمن , نحن نريد لوطننا الخير ولمجتمعنا الاستقرار, وقطر دولة المضيوم وتحارب بالضروره "الضيم" لذلك لايمكن تصور أن يكون القطري مضيوما أو أن هناك من ينافسه على خير بلاده على حسابه.
ثامنا: المرأه لاتزال تتعرض لعنف رمزي من داخل المجتمع , رغم ماتبؤأته من مناصب ومراكز هامه إلا أن النظره نحوها لاتزال تتسم بالانغلاق , وشهدنا ذلك في كثير من كتابات وتغريدات حتى ممن يفترض أن يكونوا ممثلي للرأي العام , فتجاوز النقد الاداء الى جنس المرأه ذاته.
تاسعا:"ويل لقوم كان هذا من مثقفيهم " هذه الفقره جاءت في كتاب حول كتاباتي الاجتماعيه والسياسيه, ألفه شخصان , على لسان شيخ دين ثالث, لاحظوا كلمة "ويل". يحذرون المجتمع كله ويعلنون عليه الوصايه, ويهاجمون الصحف التي تسمح بنشر كتاباتي وكتابات غيري , هذا ما أحذر منه , فمجتمعنا يتجه نحو التشدد بتاثير خارجي في معظمه لتناقض مكوناته الجديده القادمه من بيئات بعضها راديكاليه تنحو نحو التغيير وبعضها متشدده تتسم بالجمود , غير ماكان في السابق, حينما كانت الأمور تمشى الهوينا ,في مراعاة اكثر لنفسية المواطن والمقيم كذلك
عاشرا: حتى الآن الامور في نطاق العنف"الرمزي" ويمكن معالجتها , لكنني من باب المواطنه ومن باب حبي لمجتمعي وأهلي أحذر من عدم معالجة الاسباب والمضي في البحث عن المكاسب الماليه على حساب الوطن ك"معنى" ووجود, وعلى حساب المواطن كثروه وكتاريخ." اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق