الاثنين، 30 مارس 2015

الجامعه العربيه و"قتل الأب"


اعادة عاصفة "الحزم" والحماس المصاحب لها الوعي باهمية الجامعه العربيه, والمناداه بتفعيلها وتفعيل دورها الحيوي وبخاصة ميثاق
الدفاع المشترك بين الدول العربيه , الذي اذكت حملة"الحزم " شرارة التغني به والعزف على الحانه , ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها:
أولا:الجامعه العربيه هي إنعكاس لصورة الدوله العربيه , التي هي بالتالي تمظهر للعقليه الابويه, فبالتالي هي ليس تمظهر لدولة
المؤسسات أو الدوله المدنيه بالأحرى.
ثانيا: ارتبطت فاعلية الجامعه منذ الخمسينيات بفاعلية النظام المصري الذي يمثل النظام الابوي العربي في ذلك الوقت حتى معاهدة كامب ديفيد.
ثالثا:مؤتمرات القمه العربيه حتى حرب اكتوبر عام 73 كانت فاعله ومؤثره , ايضا له ارتباط بفاعلية الدور المصري واجماع العرب عليه وعلى أهميته.
رابعا: انتقلت الجامعه العربيه أثر مقاطعة مصر الى تونس وجرى تعيين امين عام تونسي لها , إلا أن الحنين إستمر لعودة مصر
وعودة الجامعه العربيه لها,
خامسا: سيطرة العقليه الابويه كان لغياب العقليه الدستوريه ولقصور الدوله العربيه من الوصول لذلك, وإلا كيف نفسر وجود الامانه

الأمانه العامه والاداريه للبرلمان في لوكسمبورغ الصغيره مثلا.
سادسا: جميع الامناء للجامعه العربيه على تاريخها كانوا من مصر ماعدا الشاذلي القليبي التونسي الجنسيه, لذلك هناك إرتباط ذهني
عربي موجود بين الجامعه العربيه وأمينها وجمهورية مصر العربيه.
سابعا: تعيش الجامعه تناقضا كبيرا بين اقليمها وموطن تواجدها , فهي مسمى عربيه لكنها مصرية الهوى والتوظيف وفي مرحله
كانت تونسيه التوظيف كذلك , ولقد حكى كثير من الشخصيات عن صعوبة أن تكون موظفا فيها من غير جنسية موطنها ,
وسيطرة الجانب الاداري البيروقراطي حتى على وظيفة الامين العام ودوره السياسي, فهناك نوع من محاباة الاقارب "نيبوتزم" بشكل
واضح وسافر.
ثامنا:يلاحظ تراجع كبير لدور الجامعه بعد تراجع أولوية القضيه الفلسطينيه والصراع العربي الاسرائيلي, لانها اساسا مشروعا قوميا ,
وليست قُطريا, فنحن كمن يطلب نسلا لذي عقم عندما نتهمها كجهاز بان يقوم دور الفاعل , أو ان يطبق المجتمع دستور لم يكتبه بعد.
تاسعا: فتحت عاصفة "الحزم" القائمه حاليا الباب على مصراعيه , لإعادة التفكير في دور مصر "الأبوي" وبالتالي في دور الجامعه وأمينها
"المصري" الجنسيه. فلم تعد مصر "الدور" هي مصر "الدور" السابق .
عاشرا: الوعي الابوي العربي اليوم ينتقل الى المملكه العربيه السعوديه , في أخذها للمبادره في إعادة صياغه ممكنه للتلاحم العربي,
من خلال قيادتها للتحالف العربي ,والى حد ما إسلامي ودولي كذلك. أيقظ ذلك العرب من سبات عميق وخلط كبير بين التاريخ
كمعطى وبين الدور التاريخي كصيروره , مصر كانت تاريخا مُعطى , لكن دورها ليس بالضروره أن يكون صيروره مستمره.
أحد عشر: الزعامه هي الوجه الآخر للأبوه, فكلما كان هناك زعماء كانت هناك جامعه عربيه, لذلك إعادة التفكير في دورها وتفعيله ليس بعيدا عن بروز زعيم داخل الذهنيه العربيه وهو على مايبدو الملك سلمان
إثنا عشر: المستقبل يتطلب تفكير آخر لأن الاباء يموتون ولكن الاوطان باقيه مكون الجامعه العربيه , هي الدوله العربيه التي يجب
إصلاحها لكي تسقر عن جامعه صحيحه متعافيه , الجامعه كبناء لاتمرض , ولكن تمرض الدول التي تسكنها, الامين العام لايملك
عصى موسى ليفلق بها البحر فإذا هو ممر تمشى عليه الأمة, خيار الأمة الوحيد هو قتل فكرة "الأب" معنويا وسياسيا, وإعتماد
دولة الدستور الذي تشعر به دون ان يجسده بشرا أو يختزله أب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق