الثلاثاء، 31 مارس 2015

حول شرعية السيسي ولا شرعية الحوثي


مأ أن انطلقت عاصفة" الحزم " حتى إنبرى العديد في إنتقادها وإنتقاد السعوديه بالذات حيت تتدخل لإسقاط لامشروعية الحوثي في
اليمن , بينما عملت على تثبيت لامشروعية "السيسي" في مصر.وإنها حرب نظام أو انظمة تبحث عن مصلحتها بعيده عن أي إعتبارات
اخرى. ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها
أولا: إذا إنطلقنا من هذا المنطلق المثالي , فيعني هذا ان يترك الحوثي يسيطر على جميع اراض اليمن , لينطلق منها لمحاربة
السعوديه كما هدد غير مره
ثانيا: "شرعية" السيسي حولها إنقسام داخلي وخارجي , بينما لاشرعية الحوثي حولها إجماع خارجي عربي وشبه إجماع داخلي.
ثالثا: الحوثيين والقاعده وداعش والاخوان جميعهم يلوحون بالجهاد, ضد الاوضاع القائمه , بعضهم بشكل سافر والاخر ضمن
أجندته , مما يسقط مشروعيته أمام الدوله العربيه القائمه أيا كان نظامها , لأنها أصلا تعاني من غياب هذه المشروعيه , أو بالاحرى
تعايش الشكل الاولي للمشروعيه, وهو مشروعية"وضع اليد" أو إنتهاز الفرصه من خلال إنقلاب أو إغتيال أو نحو ذلك.
رابعا: الرئيس مرسي جاء من خلال انتخابات , والرئيس الموريتاني السابق جاء من خلال انتخابات كذلك , ولكن أُنقلب عليهما
والسبب هنا ثقافي بحت , الثورات عادة تفرز ثقافه أو تفتح المجال أمام ثقافه جديده, هذا لم يحصل في في حالتين , ولو استمرت
الحالتين لوصل المجتمع الى ما وصل اليه اليوم اوربما أسوأ من ذلك .
خامسا: لاابرر إزاحة الرئيس مرسي واكره حكم العسكر, لكن الطرفان كانا ضمن ثقافه واحده , لذلك سهل تحول الوضع من طرف
لآخر حسب موازين القوه, كما حصل في موريتانيا مع قائد الجيش الرئيس الحالي.
سادسا: التغير الثقافي صعب جدا ولا يمكن أن تحدثه ثوره تستمر شهرا أو شهرين أو حتى سنه أو سنتين , ولا انتخابات سريعه
لذلك رأينا عودة "قائدالسبسي" وهو من أ هم رجال النظام السابق رئيسا"في أنجح الثورات العربيه وهي ثورة الياسمين التونسيه,
كذلك عودة الجيش في مصر , وبقاء بشار , واستيلاء على عبداله صالح على اليمن خلف يافطة "الحوثيين". تبقى درجة وعي الشعب
ومدى مجال الطبقه العامله الوسطى ومؤسسات المجتمع المدني
سابعا: الشرعيه من منظور ديني تختلف عن الشرعيه من منظور سياسي ,الانظمه العربيه تخلع على نفسها رداء الشرعيه الدينيه ,
لكي تبررشرعيتها السياسيه, وهي تفتقد الاثنان. من هنا ندرك صعوبه نجاح ثورات الربيع العربي وعدم استكمالها بحيث تنتج أو تفتح
الافق أمام ثقافه جديده تتجاوز الاوضاع القائمه قبلها. لذلك سرعان ما قامت هذه الثورات حتى اختطفت دينيا أو جيرت سياسيا ضمن
الثقافه الاستبداديه القائمه.
ثامنا: الانقسام حول الحوثي أشد لأنه إنقسام طائفي يحركه الخارج وتحيط به الظروف المهيئه لتوسيعه وامتداده, لذلك نستحضر هنا
قولة"تشرشل" سأتحالف مع الشيطان من أجل بلادي", وهو وضع الشعوب في حالة الاختبار
المصيري أمام الوجود واللا وجود, لذلك يبدو الحديث عن مقارنات هنا كالحديث والبحث عن" العله الاولى" اللانهائيه التى
يرفضها العقل السليم.
تاسعا:مما لايجيز المقارنه الآنيه بين لاشرعية السيسي ولاشرعية الحوثي هو أن تهديد الحوثي تهديد وجود للأمة العربيه في
الجزيره العربيه المحاصره ايرانيا, بينما الحاله المصريه حاله عربيه تأثرت عربيا , فالحاله الحوثيه حاله ثقافيه"دينيه" بين حضارتين

لايلتقيان بينما الحاله المصريه لاتحتمل سوى التفسير السياسي , وأكبر دليل على ذلك جواب صاحب السمو الامير تميم حفظه الله عندما سئل عن ماحصل في مصر قائلا نحن نعتقد أن ماحصل في مصر في 30 يونيه خطأ
عاشرا:أرجو من الاخوه الدعاه والفقهاء والخطباء أن يكونوا جزءا من التغيير الثقافي المنشود ليس من خلال التحريض واستثارة الابعاد
النفسيه الايمانيه لدى الشعوب, وقذف النصوص الدينيه المطلقه التي لو انزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله مباشره
الى نفوس الشباب الغض, ما يقومون به هو عمل سياسي في هذه الحاله وليس عمل ديني ثقافي , ينفع الأمة , ومن صور ذلك مايثيره
بعضهم الآن لماذا الحوثي وليس السيسي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق