الاثنين، 13 يوليو 2015

الشيخ خليفه بن حمد ...تاريخ يسكن الذاكرة

 خبر متوقع , كعادة الموت دائما , لكنه ثقيل هذه المرة, نتقبله , ونقف عنده إيمانا  بأهمية التاريخ ,وأهمية الوقوف عند إنجازاته, وفاة الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني , حدث , يحكي قصة,   تعلقُ بالذاكرة , ففي التاريخ  فواصل وعبر   لابد أن تروى للأجيال ,     ,فالتاريخ  أفق بعيد  ترنو اليه الشعوب  , إنه مناط الحكم بعيدا عن كل قيد يفرضه الحاضر أو تتحكم فيه المصالح الآنيه.
مرحلة حكم الأمير الأب الشيخ خليفه بن حمد رحمة الله هي منصة الإنطلاق الحقيقيه لنهضة الدوله في قطر , جاءت والاستقلال لم يمر عليه سوى عام واحد تقريبا, جاءت لتجد مجتمعا خاما في جميع المجالات إلا فيما ندر, يدرك اهميتها خريجوا السبيعينيات من القرن المنصرم حين تبنت الدوله استراتيجة ضخمه للإبتعاث وللدراسة والتحصيل في جميع المجالات حيث التحق العشرات من خريجي الثانويه بالجامعات العربيه والاجنبيه وبشروط ميسره وبمكافئات مغريه,يدرك اهميتها رجال الجيش والشرطه والامن العام نتيجة التحول الذي طرأ على حياتهم بعد تعديل أوضاعهم وتحسين سبل عيشهم , يعرف قيمتها موظفي الدوله والكوادر القطريه المتعلمه من خلال برنامج الاحلال الواسع الذي تبناه بقيادة ولي عهده في ذلك الوقت الامير الوالد الشيخ حمد حفظه الله. في عهد الشيخ خليفه تكونت أول طبقه من أصحاب "الياقات البيضاء" "أو مايسمى بكبارالموظفين الحكوميين"في دولة قطر, في عهد الامير الأب تبلورت أول طبقه وسطى تعتاش من جراء عملها وتعبها وعرقها بعيدا عن نظام الزبائنيه وصُورُه الدنيا. في عهد الأمير الاب يكاد يكون إختفت الفوارق الظاهره بين الغنى الفاحش والفقر المدقع, إمتازت الدولة في عصره بمسافة اجتماعية واضحة وواحده بين مكونات المجتمع ككل, في عهده شهد الجميع لقطر بالوسطيه ولخطواتها بالتأني حتى انها كانت آخر دولة توافق على استجلاب القوات الاجنبيه بعد احتلال الكويت كما تشير الانباء, بين صرامة الأمير الأب وإنفتاح الأمير الوالد عاش الشعب القطري فترة من أزهى فتراته. في عهده انشىء مجلس الشورى على أسس تجمع بين التقليد والتحديث , في عهده أنشئت جامعة قطر التي بدأت بكليتي تربيه للمعلمين والمعلمات, في عهده افتتح مستشفى حمد العام , وهو المستشفى الثاني العام الذي يفتتح في الدوله بعد مستشفى"الرميله" في عهد المغفور له الشيخ علي بن عبدالله حاكم قطر الاسبق فترة حكم الأمير الأب لاتحتاج الى مرور عابر , لايستطيع تاريخ قطر أن يحكيها سردا دونما التوقف في الكثير من محطاتها وانعطافاتها, فترة حكم الأمير الأب كانت فترة هيكليه انتقاليه أدخلت كثير من التغيرات والتحسينات واضعة في الاعتبار التدرج بما يتناسب ووضعية المجتمع وثقافته الدينيه والاجتماعيه , وللإنصاف فقد كان للأمير الوالد الشيخ حمد أثرا واضحا وملموسا بعد تسلمه لولاية العهد في كثير من ايجابيات تلك الفتره الهامه من تاريخ المجتمع القطري , رحم الله الأمير الأب واسكنه فسيح جنانه ,  وأمد الله في عمر ذريته وألهم أميرنا القائد الشيخ تميم  سبل الرشاد,  تعازينا الحارة لسمو الأمير الوالد ولإخوانه وأنجاله ولأعمامه الكرام ولأسرة آل ثاني  الكريمه  ولشعب قطر جميعا
فقد كان الفقيد رحمة الله  شعارا جامعا يحمل قلبا كبيرا ويقف  على مسافة واحدة من الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق