الثلاثاء، 14 يوليو 2015

"تسيبراس" الخليجي هل هو قادم؟


تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني الشاب الذي يناطح المنظومه الاوربيه , خرج من معاناة الشعب اليوناني ولم يخرج من رحم القبيلة أو الطائفه, جاء من ألم الناس البسطاء ومعاناتهم , وصل الى السلطه انطلاقا من الفقر الذي عانى منه مجتمعه وجيله , جاء من تكدس اعداد العاطلين عن العمل , جاءت به الجموع التي فقدت مدخراتها ووظائفها ورواتبها, ثلث المجتمع اليوناني كان يعاني في سعيه على رزقه وعلاجه وتعليمه, اليونان بلد الالهه التي تسكن قمة جبل اوليمبوس وهي بلد الفلاسفه والحكماء من سقراط وافلاطون الذي يشير تمثاله الى السماء وارسطو الذي يشير بيده الى الارض , بمعنى ضرورة التوازن بين السماء والارض لتحقيق خير الانسان وسعادته . تسيراس أمثاله كثر يخرجون عندما يسىء المجتمع ترتيب نفسه أو تسطو على ثرواته وحقوقه الراسمالية المتوحشه بوكلائها واساطينها الذين لايشبعون ويبيعون كل شىء حتى الانسان ذاته. مثله خرج ليخ فاليسا في بولندا من حوض السفن في الثمانينات , مثله خرج قادة كثر في امريكا الجنوبيه .. زواج المتعه بين المال والسلطه هو الطريق الممهد للمظلوميه السياسيه التي تخرج امثال تسيراس ابطالا لحشود الفقراء والمعدمين ليقلبوا الطاوله والمشهد داخل المجتمع , الطائفيه, الزبائنيه, القبليه , محاباة الاقارب , ارتهان الدوله للمؤسسات الماليه الكبرى بعيدا عن الرقابه وصوت ورأي الشعوب , كلها عناوين على طريق ظهور تسيبراس وأمثاله , إذا كانت الديمقراطيه طريقا لظهور تسيبراس وليخ فاليسيا , وغيرهما , فغيابها في مجتمعاتنا أوجد ثورات الربيع العربي التي ذهب ضحيتها المثات من أمثال تسيبراس وسالت دماؤهم هباء . سقوط الطبقات الوسطى الى الحضيض وشيوع أحزمة الفقر ونسيان الانسان ,يأتيان من استيلاب السلطه واستئثار القله انطلاقا من مقولات قدريه كذلك حمى الطائفيه لايأتي من المسجد أو الكنيسه وإنما من تسيسهما . علينا التنبه فنحن في دول الخليج نعيش عصر العدوى ونتأثر أكثر مما نؤثر لاننا نجيد الانتظار حتى الشعور بلظى النار وحرارتها , علينا أن نعى أن ظهور "داعش" الفجائي والمربك , كان نتيجة لانعدام الفرصة التاريخيه لظهور نموذج تسيبراس الاقل كلفه والاكثر إنسانيه ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق