الاثنين، 31 أغسطس 2015

عبدالله بن محمد بن فهد الخاطر

قصة الحزم الشمالي
عبدالله بن محمد بن فهد الخاطر

حزم الريان الشمالي الذي دهسته الاليات اليوم حتى استوى بباطن الارض , يحكي قصة إجتماع وتآلف وحب ووفاء وعشق لهذه الارض , ذلك الحزم حيث الدكة المرتفعه التي تطل على الشارع العام يفصلها عنه زرع يمتد شمالا وجنوبا والمجلس القديم الذي يبدو مهيبا وقورا من بعيد كان ذلك مجالا لقصة يجب أن تحكى عن طيبة أهل قطر ورحابتهم وكرمهم وإحتفاءهم بالضيف , لو سألت أحدا من رجالات قطر الذين شهدوا حتى بداية التسعينيات عن عبدالله بن محمد بن فهد الخاطر أما أنه يعرفه شخصيا فسيشهد بما رأى أو سيعرفه بصفاته التي قد سمع عنها أو أنه سيشير اليك قائلا "راعي المجلس الشمالي في الريان" عبدالله بن محمد رحمة الله قصة انسانيه لابد لها من أن تُحكى, يجتمع عنده الجميع ليس هناك فراشا وثيرا ولاديكورا ضخما ولاكراسي فارهه ليس هناك سوى بساطا من المحبة وابتسامة تأتي قبل الجلوس عليه واخرى عندما تتركه وكرم حاتمي يفيض عليك وكأنك أنت وحدك المحتفى به . مجلس عبدالله بن محمد توليفه انسانيه , من يزوره مرة واحده لابد ان يعود اليه حتى بعد وفاة عبدالله رحمة وجدت من يأتي يوميا ليجلس على الحبس والدكة ذاكرا اياه بكل جميل يستحقه رحمة الله عليه, كان كريما في جوده وفي نفسه , كان معطاء بيده وبقلبه ,تعجب حين تجد الطبيب الى جانب مضمر الأبل , والشيخ الى جانب الفقير , والصغير الى جانب الكبير, والمسؤول الكبير الى جانب الباحث عن العمل , القطري الى جانب أخيه العربي من أي جنسيه أو من أخواننا أهل فارس أو عمان الجميع يعايش قصة مشتركه هي الحب المتبادل والشعور بالاخوة والسلام لاأحد يحكي قصتة للآخر , عادةً مجالس الشيوخ ذوي السلطة والجاه تجمع مثل هذه التوليفه لاسباب ماديه ودنيويه , لكن مجلس عبدالله بن محمد جمع الكل حول علاقة انسانيه أسمى , يأتون بدافع الحب لاغير , منذ العصر حتى منتصف الليل الا قليلا والمجلس والدكة كليهما موئلا لقاصد كريم يستشعر قلب هذا الرجل الكبيرصاحب المجلس وسعة صدره . لاتسمع مايضيق صدرك به فيه , ولاتسمع مايسىء الى أحد فيه , حاجتنا الى مجلس عبدالله بن محمد كبيره اليوم , بعد أن صنفت المجالس , هذا لمثقفين وآخر لرجال الاعمال وثالث للنخبه دون غيرهم , وبعد أن أصبحت هناك مجالس اليوم الواحد وهو أمر لم يعتاده أهل قطر بتاتا, حاجتنا الى مجلس مثل مجلس عبدالله بن محمد كبيرة اليوم , ومجتمعنا يتعرض للفرز, فتتحول المجالس الى نقاط تجمع أكثر من كونها مجلس , مجتمعنا يحتاج الى شخصية انسانيه كشخصية عبد الله بن محمد الانسانيه رحمة الله ترى الجانب الانساني في الشخص , بعد طغى مجلس ا المصالح الضيقه على السطح , مجلس عبدالله بن محمد كان نموذجا لمجالس أولئك الرعيل الاول من الاباء والاجداد من أهل قطر وهو بالذات إمتداد لمجلس والده وجده رحمهما الله .. اليوم ترى المجالس الفارهه الضخمه خالية من الزوار أو قد تجد عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحده, العبرة بالانسان وليس بالبنيان , العبرة بالنفس الكبيره لابالمنصب الزائل ,ليس هناك من اصدق من قلب الانسان , قد تدفعه غصبا لمصلحه لكنه لايهرول ركضا الا لمحب ولايهفو الا لذي قلب سليم, يوم وفاة عبدالله بن محمد كان يوما كبيرا للوفاءبقدر ماكان يوما حزينا لفراق عزيز أودع حبه في القلوب , رأيت دموع الرجال تتساقط وبكاؤهم يتعالى , وبقي مجلسه بعده يزوره بعض اصحابه تذكرا به وترحما عليه وعلى عشرته التي طبعت قلوبهم , اليوم مضى مايقارب ربع قرن الاعاما على وفاته رحمة الله وذكراه لاتزال عطرة لكل من حظي بلقائه أو تنامى الى سمعه طائفا من سيرتة الطيبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق