الأحد، 6 سبتمبر 2015

أزمة العقل الفقهي



هنأ النائب العام في ابوظبي القياده بإرتقاء شهداء الوطن الى السماء والتحاقهم بركب الشهاده عند عزيز مقتدر. وقبل ذلك هنأ كل فصيل إسلامي قتلاه في سوريا بالفوز بالشهاده والفوز بالرضوان والجنه , كما تهنىء كل جماعة أبناءها من ذووي الاحزمه الناسفه بالفوز بنوط الشهاده والارتقاء في عليين , وقبل كل هذا كانت التهنئه بالشهاده لكل بيت فقد أحد ابنائه في افغانستان قبل أن يقتتل المجاهدين الافغان مع بعضهم البعض , ناهيك عن فتاوي القتل التي تصدر هنا وهناك , حتى وصل الأمر بأنه إذا إرتاب عليك أمر الرجل فاقلته فإن كان من أهل الجنه ذهب الى الجنه وإن كان من أهل النار ذهب الى النار.حتى وقت قريب كان ضحايا حروبنا مع اسرائيل هم الصوره الملتصقه في اذهاننا بصفاء عن مفهوم الشهاده حتى ابتلينا بنفس الطائفيه البغيض الذي أعاد تتويج وتأكيد سيادة العقل الفقهي على المجال العام المعرفي بشكل لايقبل النقاش, مالم يتحول العقلي الفقهي الى الابداع مجاراة للعصر ومقتضياته فسيظل رهين الاستجابه الاوتوماتيكيه لواقع دموي وشرس يغذيه ويتغذى به.والحقيقه أننا منذ عصر الفتنه وإقتتال الصحابه ونحن نعيش أزمة فقهيه , يشير محمد عابد الجابري قائلا باننا لانزال نعيش عصر الجاهليه ولانملك من الحضارة الا تكدس منتجاتها فقط .ولم نستفد من قدرة القران اللغويه الدلاليه ورؤيته الكونيه الانسانيه وإنما كانت الغلبه لحمولة الفكر الجاهلي, لذلك لانزال نملك نفس الرؤيه الكونيه لذلك العصر. سيادة العقل الفقهي وعدم الخروج بالأمه الى افق العقل المعرفي الذي يدرس بنية الاشياء بعيدا عن التأثر بها , سيزيد من تفتيت الأمه حتى يصل بنا الوضع الى أن يصبح الجميع شهداء الجميع , ويتقاتل الشهداء من أجل الفوز بالشهاده . منظر مؤلم وخطير واستخلاصات قاتله للنص الذي نُزل على هذه الأمة لتخرج به من الظلمات الى النور فإذا بها تسقط به الى قعر بلا قاع . نسأل الله أن يرحمنا بضعفائنا وبإيماءنا وبأطفالنا أنه هو السميع المجيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق