السبت، 10 أكتوبر 2015

البنىه الذهنيه المطلوبه للإرتقاء باليوم الوطني

تحتفل دولتنا العزيزه سنويا بالعيد الوطني وهوذكرى تأسيس الدوله على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد, لاحظت في احتفالاتنا السابقه تشكل بنيه ذهنيه واضحه ليست فقط ضد فكرة التأسيس بل أنها حتى ضد فكرة المستقبل ذاته . ولى هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها ونحن على أبواب الاستعداد للإحتفال السنوي بهذه المناسبه الكبيره والعزيزه على قلب كل قطري .
أولا: هناك نوعان من التحديث تمر بهما المجتمعات , التحديث الأول سطحي وسريع , والثاني عميق ويركز على تغيير البنى الذهنيه المناوئه لفكرة التحديث في المجتمع , بينما الأول يركز على ايجاد البنيه التحتيه "الماديه" احتفالاتنا في الاعوام السابقه ينطبق عليها النوع الاول من التحديث وهو السطحي القائم على بنيه ماديه قويه . بمعنى أن التغيير منصب على البنيه الماديه وليس على البنيه الذهنيه , فالتنقل من موقع لاخر ومن قبيلة الى اخرى ومن شعار الى آخر ومن شكل الى آخر فقط هو الظاهر والذي يتكرر .
ثانيا:إذا أردنا تحويل اليوم الوطني الى ثقافه من خلال تبني قيمه وخلاصاته فلا مناص من الاشتغال على تغيير البنى الذهنيه داخل المجتمع الذي يحتفل بهذه المناسبه" الوطنيه"
ثانيا: ما لاحظته خلال الاعوام السابقه هو شكل احتفالي مشدود الى أعلى ومتجه نحو ملامسة اسم المؤسس بشكل أو بآخر وليس الى اسم الوطن الذي اسسه المؤسس ومن معه من ابناء قطر لأن تاريخ المؤسس هو جزء من تاريخ الوطن وليس الوطن جزء من تاريخ المؤسس لاستمرار الوطن بعد وفاة المؤسس رحمه الله وأجزل له العطاء والثواب , وهو ما أفرز بنيه ذهنيه مرتبكه تصطنع التاريخ وربما تؤلفه واحيانا تزوره لكي ترتبط بالمؤسس بينما البنيه الذهنيه السليمه يكفيها أن تعمل وتخلص لوطن المؤسس لتشعر بقيمتها وقيمة الاحتفال .
ثالثا: خطورة استمرارنا في الاحتفال بنفس الصوره السابقه دونما تطور يصادم بين مفهوم الحريه كما هو في الذهنيه البدويه التي ترى في القبيلة أوليه حتى على الوطن , و الذهنيه المدنيه المستهدفه التي ترى أن الحريه ضمن إطار الدوله و ان المشاركه في التاريخ ليست قصرا على مناسبه أو فصيل شارك في التأسيس وإنما مع كل فصيل يشارك في البناء الآن كذلك طالما الدولة مستمره وتتطور والجميع يشارك في تطورها وبنائها.
رابعا: إحتفالاتنا السابقه تعمل على إدماج المستجدين والحاصلين على الجنسيه من إخواننا العرب وحتى المقيمين دمجا عموديا تنافسيا , بإتجاه إسم المؤسس وكم رأينا من صور هذه التنافس الغير مبرر والمتكلف نظرا لتباين ثقل المكونات الاجتماعيه , بينما المفترض أن يكون إدماجهم أفقيا من خلال مشاركتهم في بناء الوطن وإن لم يتواجد أحدا منهم أيام المؤسس , وهنا نحتاج ذهنيه مطمئنه تجعل من الاحتفال يوما للوطن قيمته العليا إسم المؤسس .
خامسا: العمل على إقامة ذهنيه وطنيه تشارك بإقتناع دون مقابل ولوبشكل بسيط معبر كما كان في السابق , إحتفالاتنا السابقه كرست مفهوم الذهنيه الريعيه بضراوه, فالإستعراض قائم طالما هناك ريع يدفع حتى بين ابناء قطر وقبائلها وأذكر أننا كنا نتشارك كأطفال للذهاب بالتاكسي للإحتفال بالعرضات أمام قصر الريان وبعضنا يعرض ويركب الخيل حبا ووفاء وشعورا بالانتماء, خسرنا ذهنية وطنية صادقه وواضحه.
سادسا: لابد من بناء ذهنيه واثقه من نفسها سواء من التأسيس أو من المشاركه في بناء الوطن, تلويث الذاكره الجماعيه يأتي من التسابق الافقي وضرورة إعادة تأكيد المجتمع على كينونته وأصالته وإسماء قبائله .
سابعا: لاتساعد احتفالاتنا السابقه على بناء شخصيه "قاعديه" يمكن التعديل في منظومتها القيميه والسلوكيه التي تعمل مؤسسات الدوله على إنجازها من خلال هيئاتها ومؤسساتها وبرامجها , لأنها تحاكى في الشكل والمضمون الجانب السطحي من الشخصيه وتعطي له الاولويه في يوم يعتبر تتويجا لاحتفالات الدوله .
ثامنا: لاتساعد احتفالاتنا السابقه بشكلها الذي رأيناه في بناء موقف وطني تحتاجه الأمة أو الوطن ,حيث يزيع الولاء فيها عن الوطن الى القبيله ورأينا وسمعنا ذلك في احتفالات سابقه النداء والشعار بإسم القبيله وليس الوطن ,
تاسعا: نمت وتنمي مفهوم العلاقه البدويه مع الاخر, فالبداوه كثقافه ولاأتكلم هنا عن الأشخاص وإنما عن الثقافه حيث لاتقيم علاقه الا مع الغالب , فمنطقها لايسمح لها بالانحياز الى غير الغالب حتى ولوكان المغلوب صاحب الحق والاجدر الوقوف معه
عاشر ا:إذا أردنا أن نحول إحتفالنا الوطني الى ثقافه تنشر قيمها ومفاهيمها الوطنيه وهو ماأراه مهما لأن استمرار بنفس الصوره السنويه تكرارا ليس ذو فائده ويؤثر على نفسية المجتمع ولايُعلى قيمة المواطنه ويجعل من حبنا للقياده قضية تنافس محموم وكأننا لم نعايش تاريخ الأرض ولاتاريخ قياداته وظروف نشأته كما يشارك أخوة لنا اليوم في بناءه لهم كل الاعتزاز والشكر , إذا أردنا فعل ذلك فعلينا العمل على تغيير البنى الذهنيه القائمه والمشدوده عموديا بشكل يجعل الأمر مسألة حياة أو موت , ونعمل على إقامة بنى ذهنيه تعتمد الافقيه في صياغة مفاهيم جديده تعبر بها عن ذاتها بعيدا عن التسابق على بؤرة التاريخ ومحاولة الزج بالنفس في داخلها , بينما المشاركه في بناء الوطن يُعد تاريخا ذهبيا يطوق أعناق أصحابه, فبناء الاوطان في حد ذاته تاريخ يعادل بل يفوق تاريخ تأسيسه
أحد عشر: معركتنا الثقافيه مع البنى الذهنيه السائده لتحويلها الى بنى قابلة للتحديث وبداية ذلك في إعتقادي يأتي من تطور مضمون اليوم الوطني لأن العام كما لاحظت يخرج منه ليعود إليه فيختزل مخرجاته الثقافيه بشكل لايحقق الهدف المرجواو المنشود, بل قد يعمل على إعاقة الاستفاده من هذه المخرجات , أتمنى أن نخرج من ضغط يوم أو يومي الاحتفال بذهنيه تقتات من قيمه ومبادئه كمفهوم وطني طوال العام بحيث لا تبدأ من الصفر استعدادا له وتحشد كل ماتملكه من الميكانزمات التعاضديه الأوليه للتعبير عنه وهو يمثل قيمة وطنيه عليا أو يفترض أنه كذلك

هناك 5 تعليقات:

  1. This great article has truly peaked my interest
    http://el-tamimi.com/legal-consultants/
    http://el-tamimi.com/divorce-lawyer/
    http://el-tamimi.com/best-lawyer/
    http://el-tamimi.com/lawyer-number/





















    ردحذف
  2. Good day! I could have sworn I’ve been to this site before but after looking at many of the articles I realized it’s new to me.
    Prokr.com


    3idat.com/jeddah


    3kary.com

    ردحذف
  3. Great article! We are linking to this great article on our site. Keep up the good writing.

    Prokr.com
    3idat.com/jeddah
    3kary.com

    ردحذف