الجمعة، 6 نوفمبر 2015

ماذا خسرنا بإهمال الادارة العليا؟


في إعتقادي أن عصر الإداره الحكوميه الذهبي كان في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم. وإيضا كان عصر الوزاره الذهبي بوصفها وظيفه سياسيه كذلك . فقد تشكل وعي المواطن القطري بعد تشكيل أول وزارة في قطر مع تولي عدد من الشباب القطري المتعلم مناصب إدارية عليا في الوزارات الجديده التي كان يشغلها ويترأسها كبار السن من وجهاء البلد في ذلك , لقد كانت الوزاره الاولى بحق وزارة بالمعنى السياسي , حيث أوكل لهؤلاء الشباب المتعلم إدارة دفة العمل في تلك الوزارات والتواصل مع الناس والمجتمع , فوجد المراجعون متنفسا ومسلكا سهلا وواضحا لاتعيقه بيروقراطية الاداره, ولا حساسية المنصب أو مدير المكتب.
أذكر من هذه القيادات الاداريه في حينه:
محمد يوسف العالي : مدير إدارة الكهرباء, خالد سلمان الخاطر مدير إدارة الهندسه, أحمدعيسى الجتال مدير إدارة المياه , علي محمدالخاطر مديريلدية الدوحة الذي اصبح وزيرا للشئون البلديه فيما بعد ,محمد سيف المعضادي رحمه الله مدير إدارة البريد أصبح ,ماجد بن سعد آل سعد مدير الاراضي, والسجل العقاري فيمابعد. محمد عبدالعزيز الخاطر مدير المرور وهناك العديدون لكن هؤلاء كانوا الابرز. هذه القيادات الادارية كانت تمثل طرف العلاقة الحكومية بالمجتمع وكانوا يمتلكون مساحة واسعة للتحرك وإتخاذ القرار , الأمر الذي نفتقده اليوم , حيث إختلط علينا الدور السياسي بالدور الاداري التنظيمي , فأصبح مكتب الوزير هو طرف العلاقة المباشر بالمواطن وأصبح مدير مكتب الوزير طرفا ثالثا في العلاقه مما أضاع المهنيه وأفقد منصب الوزير دوره السياسي الراسم للسياسه والمراقب على تنفيذها داخل وزارته, أهمالنا لدور الإدارة العليا , أو تساهلنا أو عدم إهتمام الدولة بمواصفات من يتيؤأ مناصبها , أوجد إنقطاعا بين المواطنين وبين الوزارات نشهده اليوم بوضوح . وجود إدارة عليا تتصف بصفة الثبات هام جدا بل أهم من تغيير من الوزرات , الثبات النسبي للإدارة العليا والاهتمام بمن يشغلها, كما كان سمو الامير الوالدالذي كان وليا للعهد آنذاك يفعل في السبعينيات مع بداية التطوير الاداري في الدولة أمر هام جدا , ولاغنى عنه , مانشهده اليوم هو شبه إختفاء للإدارة العليا الفاعلة , وغياب لدور الوزير السياسي الحقيقي , وصراع على الأدوار بين الوكيل ومدير المكتب إن لم يكن بين الوزير والوكيل , لم نستفد من منهجية الادارة الحكومية العليا التي كانت موجودة ونطورها , في تغير واضح في ثقافة المجتمع وإنتقاله من الاخذ بالجوهر إلى الأخذ بالمظهر تمشيا مع تزايد آثار الريع السلبية حتى أصبح المنصب أعلى جوائز الريع بعدما كان مؤشر كفاءة ووسام جدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق