الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

الخطاب السامي والاعلام المتهافت




التغطيه الاعلاميه لردود الافعال حول خطاب سمو الامير في افتتاحه للدوره الحاليه لمجلس الشورى سواء في التلفزيون أم في الصحف صباح هذا اليوم , لااعتقد انها ترتقى الى مستوى الخطاب ومضمونه, بل وتؤكد أن مجتمعنا الصغير خال من المحللين مكتظ بالمطبلين.خطاب سموه كان استراتيجة عامه وضعت خطوط عريضه لما يعاني منه المجتمع من ترهل في الداخل وضرورة مكافحة الفساد, وما يحوم حوله من أخطار ومصاعب اقتصاديه من الخارج وطالب الجميع بتحمل مسؤولياته سواءأفراد أم قطاعات. مثل هذا الخطاب الشمولي والواضح والمعبر كان كفيلا بحوارات ارقى من تلك التي شهدناها بالامس في التلفزيون وفي الصحف اليوم, بدلا من التطرق والاشارة الى تفعيل أدوات الرقابه في المجتمع وفي مقدمتها مجلس الشورى وهيئة الشفافيه وديوان المحاسبه , تكتل المعلقون والضيوف حول جبل من الردود الانشائيه اشادة بالخطاب كمجمل دون التطرق حول مضمونه وما يعنيه وما يجب أن يستشف المواطن منه ويستخلص لنفسه كإنجاز. خطاب سمو الامير دائما سقف عالي يحتاج الى مجتمع متفاعل معه بعقلانيه وتبصر لايرفعه شعارا فقط, عانت أمتنا من الشعارات والمانشيتات طويلا والمواطن العربي ضحية إعلامه بالدرجة الاولى وليس قياداته, جيل القيادات الشابه اليوم مختلف تماما عن الاجيال السابقه , لايهمه الإطراء بقدر ما يهمه النقد البناء , هو قوي بعلمه وبإنفتاحه على العصر , بدلا من أن نشير الى خطورة السياسات التي حولت الشباب الى مشروع استهلاكي بإغراءات الجوائز الثمينه ركز المعلقون عليهم كسبب مباشر في الترهل, بدلا من إلاشاره الى ضعف الاداء في بعض الجوانب الحكوميه والاجتماعيه فيما يتعلق بحقوق المواطن وأولوية ذلك , رجم المعلقون القطاع الخاص حتى الرمق الاخير. أنا أعتقد أن تخلف إعلامنا نتيجة لهذه المدرسه التي تنتج طلابا لها يوما بعد آخر , إعلامنا متخلف عن قيادتنا الشابه الطموحه , إعلامنا لايزال يعيش في سبعينيات القرن المنصرم وبرنامج صباح الخير فيما بعد الذي ياخذ الشكوى ويترجمها لايصالها بصورة مقبوله حتى على حساب محتواها. ميزة خطاب سموالأمير أنه دائما مشروع حوار داخل المجتمع ومن هنا تأتي ديناميكيته وتستمر فاعليته , لم استمع لمفهوم واحد يدل على ذلك في تغطيتنا الاعلاميه , لم نشتق منه مفهوما واحدا ولادلالة واحده للمضمون والمحتوى كمواطنين وبعد ذلك نشتكي من القانونين وصياغتهم للقوانين, لذلك سينطوي الملف وسيضب فوق الرف , قيادتنا قلبها مفتوح للرأي والرأي الآخر,لكن المجتمع ومدرسته الاعلاميه لاتزال تعيش العصر الستاليني وصحيفته البرافدا.

هناك تعليقان (2):